وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذا تمهيد لوعدهم الآتي في قوله ( قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد ) إلى قوله ( فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا ) .
وزاد رجاء المغفرة تأكيدا بقوله ( وكان الله غفورا رحيما ) أي الرحمة والمغفرة أقرب من العقاب وللأمرين مواضع ومراتب في القرب والبعد والنوايا والعوارض وقيمة الحسنات والسيئات قد أحاط الله بها وقدرها تقديرا .
ولفظ ( من يشاء ) في الموضعين إجمال للمشيئة وأسبابها وقد بينت غير مرة في تضاعيف القرآن والسنة ومن ذلك قوله ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
( سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا [ 15 ] ) هذا استئناف ثان بعد قوله ( سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا ) .
وهو أيضا إعلام للنبي صلى الله عليه وسلم بما سيقوله المخلفون عن الحديبية يتعلق بتخلفهم عن الحديبية وعذرهم الكاذب وأنهم سيندمون على تخلفهم حين يرون اجتناء أهل الحديبية ثمرة غزوهم ويتضمن تأكيد تكذيبهم في اعتذارهم عن التخلف بأنهم حين يعلمون أن هنالك مغانم من قتال غير شديد يحرصون على الخروج ولا تشغلهم أموالهم ولا أهاليهم فلو كان عذرهم حقا لما حرصوا على الخروج إذا توقعوا المغانم ولأقبلوا على الاشتغال بأموالهم وأهليهم .
ولكون هذه المقالة صدرت منهم عن قريحة ورغبة لم يؤت معها بمجرور ( لك ) كما أتي به في قوله ( سيقول لك المخلفون ) آنفا لأن قول راغب صادق غير مزور لأجل الترويج على النبي صلى الله عليه وسلم كما علمت ذلك فيما تقدم .
واستغني عن وصفهم بأنهم من الأعراب لأن تعريف ( المخلفون ) تعريف العهد أي المخلفون المذكورون .
وقوله ( إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ) متعلق ب ( سيقول المخلفون ) وليس هو مقول القول .
و ( إذا ) ظرف للمستقبل ووقوع فعل المضي بعده دون المضارع مستعار لمعنى التحقيق و ( إذا ) قرينة على ذلك لأنها خاصة بالزمن المستقبل .
والمراد بالمغانم في قوله ( إذا انطلقتم إلى مغانم ) : الخروج إلى غزوة خيبر فأطلق عليها اسم مغانم مجازا لعلاقة الأول مثال إطلاق خمرا في قوله ( إني أراني أعصر خمرا ) . وفي هذا المجاز إيماء إلى أنهم منصورون في غزوتهم .
وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية إلى المدينة أقام شهر ذي الحجة سنة وست وأياما من محرم سنة سبع ثم خرج إلى غزوة خيبر ورام المخلفون عن الحديبية أن يخرجوا معه فمنعهم لأن الله جعل غزوة خيبر غنيمة لأهل بيعة الرضوان خاصة إذ وعدهم بفتح قريب .
وقوله ( لتأخذوها ) ترشيح للمجاز وهو إيماء إلى أن المغانم حاصلة لهم لا محالة .
وذلك أن الله أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه وعد أهل الحديبية أن يعوضهم عن عدم دخول مكة مغانم خيبر .
و ( مغانم ) : جمع مغنم وهو اسم مشتق من غنم إذا أصاب ما فيه نفع له كأنهم سموه مغنما باعتبار تشبيه الشيء المغنوم بمكان فيه غنم فصيغ له وزن المفعل .
وأشعر قوله ( ذرونا ) بأن النبي صلى الله عليه وسلم سيمنعهم من الخروج معه إلى غزو خيبر لأن الله أمره أن لا يخرج معه إلى خيبر إلا من حضر الحديبية وتقدم في قوله تعالى ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى ) في سورة غافر .
وقوله ( نتبعكم ) حكاية لمقالتهم وهو يقتضي أنهم قالوا هذه الكلمة استنزالا لإجابة طلبهم بأن أظهروا أنهم يخرجون إلى غزو خيبر كالأتباع أي أنهم راضون بأن يكونوا في مؤخرة الجيش فيكون حظهم في مغانمه ضعيفا .
وتبديل كلام الله : مخالفة وحيه من الأمر والنهي والوعد كرامة للمجاهدين وتأديبا للمخلفين عن الخروج إلى الحديبية . فالمراد بكلام الله ما أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من وعد أهل الحديبية بمغانم خيبر خاصة لهم وليس المراد بكلام الله هنا القرآن إذ لم ينزل في ذلك قرآن يومئذ . وقد أشرك مع أهل الحديبية من الحق بهم من أهل هجرة الحبشة الذين أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم بوحي .
A E