وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتقدم والتأخر من الأحوال النسبية للموجودات الحقيقية أو الاعتبارية يقال : تقدم السائر في سيره على الركب ويقال : نزول سورة كذا على سورة كذا ولذلك يكثر الاحتياج إلى بيان ما كان بينهما تقدم وتأخر بذكر متعلق بفعل ( تقدم ) و ( تأخر ) . وقد يترك ذلك اعتمادا على القرينة وقد يقطع النظر على اعتبار متعلق فينزل الفعل منزلة الأفعال غير النسبية لقصد التعميم في المتعلقات واكثر ذلك إذا جمع بين الفعلين كقوله هنا ( ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) .
والمراد ب ( ما تقدم ) : تعميم المغفرة للذنب كقوله ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) فلا يقتضي ذلك أنه فرط منه ذنب أو أنه سيقع منه ذنب وإنما المقصود أنه تعالى رفع قدره رفعة عدم المؤاخذة بذنب لو قدر صدوره منه وقد مضى شيء من بيان معنى الذنب عند قوله تعالى ( واستغفر لذنبك ) في سورة القتال .
وإنما أسند فعل ( ليغفر ) إلى اسم الجلالة العلم وكان مقتضى الظاهر أن يسند إلى الضمير المستتر قصدا للتنويه بهذه المغفرة لأن الاسم الظاهر أنفذ في السمع وأجلب للتنبيه وذلك للاهتمام بالمسند وبمتعلقه لأن هذا الخبر أنف لم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم علم به ولذلك لم يبرز الفاعل في ( ويتم نعمته عليك ويهديك ) لأن إنعام الله عليه معلوم وهدايته معلومة وإنما أخبر بازديادهما .
وإتمام النعمة : إعطاء ما لم يكن أعطاه إياه من أنواع النعمة مثل إسلام قريش وخلاص بلاد الحجاز كلها للدخول تحت حكمه وخضوع من عانده وحاربه وهذا ينظر إلى قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) فذلك ما وعد به الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الآية وحصل بعد سنين .
ومعنى ( ويهديك صراطا مستقيما ) : يزيدك هديا لم يسبق وذلك بالتوسيع في بيان الشريعة والتعريف بما لم يسبق تعريفه به منها فالهداية إلى الصراط المستقيم ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم من وقت بعثته ولكنها تزداد بزيادة بيان الشريعة وبسعة بلاد الإسلام وكثرة المسلمين مما يدعو إلى سلوك طرائق كثيرة في إرشادهم وسياستهم وحماية أوطانهم ودفع أعدائهم فهذه الهداية متجمعة من الثبات على ما سبق هديه إليه ومن الهداية إلى ما لم يسبق إليه وكل ذلك من الهداية .
والصراط المستقيم : مستعار للدين الحق كما تقدم في سورة الفاتحة .
وتنوين ( صراطا ) للتعظيم . وانتصب ( صراطا ) على أنه مفعول ثان ل ( يهدي ) بتضمين معنى اإعطاء أو بنزع الخافض كما تقدم في الفاتحة .
والنصر العزيز : غير نصر الفتح المذكور لأنه جعل علة الفتح فهو ما كان من فتح مكة وما عقبه من دخول قبائل العرب في الإسلام بدون قتال . وبعثهم الوفود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليتلقوا أحكام الإسلام ويعلموا أقوامهم إذا رجعوا إليهم .
ووصف النصر بالعزيز مجاز عقلي وإنما العزيز هو النبي صلى الله عليه وسلم المنصور أو أريد بالعزيز المعز كالسميع في قول عمرو بن معد يكرب : .
" أمن ريحانة الداعي السميع أي المسمع وكالحكيم على أحد تأويلين .
والعزة : المنعة .
A E وإنما أظهر اسم الجلالة في قوله ( وينصرك الله ) ولم يكتف بالضمير اهتماما بهذا النصر وتشريعا له بإسناده إلى الاسم الظاهر لصراحة الظاهر والصراحة أدعى إلى السمع والكلام مع الإظهار أعلق بالذهن كما تقدم في ( ليغفر لك الله ) .
( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم )