وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اتصل الكلام على دلائل التفرد بالإلهية من قوله ( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء ) إلى قوله ( مخلصين له الدين ) اتصال الأدلة بالمستدل عليه .
والإشارة ب ( ذلكم ) إلى اسم الجلالة في قوله ( الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ) . وعدل عن الضمير إلى اسم الإشارة لإفادة أنه تعالى معلوم متميز بأفعاله المنفرد بها بحيث إذا ذكرت أفعاله تميز عما سواه فصار كالمشاهد المشار إليه فكيف تلتبس إلهيته بإلهية مزعومة للأصنام فليست للذين أشركوا به شبهة تلبس عليهم ما لا يفعل مثل فعله أي ذلكم ربكم لا غيره وفي اسم الإشارة هذا تعريض بغباوة المخاطبين الذين لبست عليهم حقيقة إلهيته .
وقوله ( الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو ) أخبار أربعة عن اسم الإشارة ابتدئ فيها بالاسم الجامع لصفات الإلهية إجمالا وأردف ب ( ربكم ) أي الذي دبر خلق ما هو خلق خاص بالبشر بأنه خالق الأشياء كلها كما خلقهم وأردف بنفي الإلهية عن غيره فجاءت مضامين هذه الأخبار الأربعة مترتبة بطريقة الترقي وكان رابعها نتيجة لها ثم فرع عليها استفهام تعجيبي من انصرافهم عن عبادته إلى جانب عبادة غيره مع وضوح فساد إعراضهم عن عبادته .
و ( أنى ) اسم استفهام عن كيفية وأصله استفهام عن المكان فإذا جعلوا الحالة في معنى الجانب ومثار الشيء استفهموا ب ( أنى ) عن الحالة ويشعر بذلك قوله تعالى ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) في سورة الأنعام .
و ( تؤفكون ) تصرفون وتقدم في قوله تعالى ( قاتلهم الله أنى يؤفكون ) في سورة براءة وبناؤه للمجهول لإجمال بسبب إعراضهم إذ سيبين بحاصل الجملة بعده .
( كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون [ 63 ] ) هذه الجملة معترضة بمنزلة التعليل لمضمون الجملة التي قبلها وهو التعجيب من انصرافهم عن عبادة ربهم خالقهم وخالق كل شيء فإن في تعليل ذلك ما يبين سبب التعجيب فجيء في جانب المأفوكين بالموصول لأن الصلة تومئ إلى وجه بناء الخبر وعلته أي أن استمرارهم على الانصراف عن العلم بوجوب الوحدانية له تعالى .
فالإشارة بذلك إلى الإفك المأخوذ من فعل ( تؤفكون ) أي مثل إفككم ذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون .
فيجوز أن يكون المراد ب ( الذين كانوا بآيات الله يجحدون ) المخاطبين بقوله ( ذلكم الله ربكم ) ويكون الموصول وصلته إظهارا في مقام الإضمار والمعنى : كذلك تؤفكون أي مثل أفككم تؤفكون ويكون التشبيه مبالغة في أن إفكهم بلغ في كنه الإفك النهاية بحيث لو أراد المقرب أن يقربه للسامعين بشبيه له لم يجد شبيها له أوضح منه وأجلي في ماهيته فلا يسعه إلا أن يشبهه بنفسه على الطريقة المألوفة المبينة في قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) وبذلك تكون صلة الموصول من قوله ( الذين كانوا بآيات الله يجحدون ) إيماء إلى علة إفكهم تعليلا صريحا .
ويجوز أن يكون المراد ب ( الذين كانوا بآيات الله يجحدون ) كل من جحد بآيات الله من مشركي العرب ومن غيرهم من المشركين والمكذبين فيصير التعليل المومئ إليه بالصلة تعليلا تعريضيا لأنه إذا كان الإفك شأن الذين يجحدون بآيات الله كلهم فقد شمل ذلك هؤلاء بحكم المماثلة .
وصيغة المضارع لاستحضار الحالة وذكر فعل الكون للدلالة على أن الجحد بآيات الله شأنهم وهجيراهم .
وهذا أصل عظيم في الأخلاق العلمية فإن العقول التي تتخلق بالإنكار والمكابرة قبل التأمل في المعلومات ولا تميز بين الصحيح والفاسد .
( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء ) A E