وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وبني فعل ( زين ) إلى المجهول لأن المقصود معرفة مفعول التزيين لا معرفة فاعله أي حصل له تزيين سوء عمله في نفسه فحسب الباطل حقا والضلال اهتداء .
وقرأ الجمهور ( وصد ) بفتح الصاد وهو يجوز اعتباره قاصرا الذي مضارعه يصد بكسر الصاد ويجوز اعتباره متعديا الذي مضارعه يصد بضم الصاد أي أعرض عن السبيل ومنع قومه اتباع السبيل . وقرأه حمزة الكسائي وعاصم بضم الصاد .
والقول فيه كالقول في ( زين لفرعون سوء عمله ) .
وتعريف ( السبيل ) للعهد أي سبيل الله أو سبيل الخير أو سبيل الهدى ويجوز أن يكون التعريف للدلالة على الكمال في النوع أي صد عن السبيل الكامل الصالح .
وجملة ( وما كيد فرعون إلا في تباب ) عطف على جملة ( وكذلك زين لفرعون سوء عمله ) والمراد بكيده ما أمر به من بناء الصرح والغاية منه وسمي كيدا لأنه عمل ليس المراد به ظاهرة بل أريد به الإفضاء إلى إيهام قومه كذب موسى عليه السلام .
والتباب : الخسران والهلاك ومنه ( تبت يدا أبي لهب وتب ) وحرف الظرفية استعارة تبعية لمعنى شدة الملابسة كأنه قيل : " وما كيد فرعون إلا في تباب شديد . والاستثناء من أحوال مقدرة .
A E ( وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد [ 38 ] يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار [ 39 ] من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب [ 40 ] ) هذا مقال في مقام آخر قاله مؤمن آل فرعون فهذه المقالات المعطوفة بالواو مقالات متفرقة . .
فابتدأ موعظته بندائهم ليلفت إليه أذهانهم ويستصغي أسماعهم وبعنوان أنهم قومه لتصغى إليه أفئدتهم .
ورتب خطبته على أسلوب تقديم الإجمال ثم تعقيبه بالتفصيل فابتدأ بقوله ( اتبعون أهدكم سبيل الرشاد ) وسبيل الرشاد مجمل وهو على إجماله مما تتوق إليه النفوس فربط حصوله باتباعهم إياه مما يقبل بهم على تلقي ما يفسر هذا السبيل ويسترعي أسماعهم إلى ما يقوله إذ لعله سيأتيهم بما ترغبه أنفسهم إذ قد يظنون أنه نقح رأيه ونخل مقاله وأنه سيأتي بما هو الحق الملائم لهم . وتقدم ذكر ( سبيل الرشاد ) آنفا .
وأعاد النداء تأكيدا لإقبالهم إذ لاحت بوارقه فأكمل مقدمته بتفصيل ما أجمله يذكرهم بأن الحياة الدنيا محدودة بأجل غير طويل وأن وراءها حياة أبدية لأنه علم أن اشد دفاعهم عن دينهم منبعث عن محبة السيادة والرفاهية وذلك من متاع الدنيا الزائل وأن الخير لهم هو العمل للسعادة الأبدية .
وقد بني هذه المقدمة على ما كانوا عليه من معرفة أن وراء هذه الحياة حياة أبدية فيها حقيقة السعادة والشقاء وفيها الجزاء على الحسنات والسيئات بالنعيم أو العذاب إذ كانت ديانتهم تثبت حياة أخرى بعد الحياة الدنيا ولكنها حرفت معظم وسائل السعادة والشقاوة فهذه حقائق مسلمة عندهم على إجمالها وهي من نوع الأصول الموضوعة في صناعة الجدل وبذلك تمت مقدمة خطبته وتهيأت نفوسهم لبيان مقصده المفسر لإجمال مقدمته .
فجملة ( إنما هذه الحياة الدنيا متاع ) مبينة لجملة ( أهدكم سبيل الرشاد ) . والمتاع : ما ينتفع به انتفاعا مؤجلا . والقرار : الدوام في المكان . والقصر المستفاد من قوله ( إنما هذه الحياة الدنيا متاع ) قصر موصوف على صفة أي لا صفة للدنيا منزلة من يحسبها منافع خالدة .
وجملتا ( من عمل سيئة ) إلى آخرهما بيان لجملة ( وإن الآخرة هي دار القرار ) .
والقصر المستفاد من ضمير الفصل في قوله ( وإن الآخرة هي دار القرار ) قصر قلب نظير القصر في قوله ( إنما هذه الحياة الدنيا متاع ) وهو مؤكد للقصر في قوله ( إنما هذه الحياة الدنيا متاع ) من تأكيد إثبات ضد الحكم لضد المحكوم عليه وهو قصر قلب أي لا الدنيا