وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ الجمهور ( يوم التناد ) بدون ياء في الوصل والوقف وهو غير منون ولكن عومل معاملة المنون لقصد الرعاية على الفواصل كقول التاسعة من نساء حديث أم زرع " زوجي رفيع العماد طويل النجاد كثير الرماد قريب البيت من الناد " فحذفت الياء من كلمة " الناد " وهي معرفة .
وقرأ ابن كثير ( يوم التنادي ) بإثبات الياء على الأصل اعتبارا بأن الفاصلة هي قوله ( فما له من هاد ) .
A E و ( يوم تولون ) بدل من ( يوم التناد ) والتوالي : الرجوع والإدبار : أن يرجع من الطريق التي وراءه أي من حيث أتى هربا من الجهة التي ورد إليها لأنه وجد فيها ما يكره أي يوم تفرون من هول ما تجدونه . و ( مدبرين ) حال مؤكدة لعاملها وهو ( تولون ) .
وجملة ( ما لكم من الله من عاصم ) في موضع الحال . والمعنى : حالة لا ينفعكم التولي .
والعاصم : المانع والحافظ . و ( من الله ) متعلق ب ( عاصم ) و ( من ) المتعلقة به للابتداء تقول : عصمة من الظالم أي جعله في منعة مبتدأة من الظالم . وضمن فعل " عصم " معنى : أنقذ وانتزع ومعنى ( من الله ) من عذابه وعقابه لأن المنع إنما تتعلق به المعاني لا الذوات .
و ( من ) الداخلة على ( عاصم ) مزيدة لتأكيد النفي .
وأغنى الكلام على تعدية فعل ( أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب ) عن إعادته هنا .
وجملة ( ومن يضلل الله فما له من هاد ) عطف على جملة ( إني أخاف عليكم يوم التناد ) لتضمنها معنى : إني أرشدكم إلى الحذر من يوم التنادي .
وفي الكلام إيجاز بحذف جمل تدل عليها الجملة المعطوفة .
والتقدير : هذا إرشاد لكم فإن هداكم الله عملتم به وإن أعرضتم عنه فذلك لأن الله أضلكم ومن يضلل الله فما له من هاد وفي هذه الجملة معنى التذليل .
ومعنى إسناد الإضلال والإغواء ونحوهما إلى الله أن يكون قد خلق نفس الشخص وعقله خلقا غير قابل لمعاني الحق والصواب ولا ينفعل لدلائل الاعتقاد الصحيح .
وأراد من هذه الصلة العموم الشامل لكل من حرمه الله التوفيق وفيه تعريض بتوقعه أن يكون فرعون وقومه من جملة هذا العموم وآثر لهم هذا دون أن يقول ( ومن يهد الله فما له من مضل ) لأنه أحس منهم الإعراض ولم يتوسم فيهم مخائل الانتفاع بنصحه وموعظته .
( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا ) توسم فيهم قلة جدوى النصح لهم وأنهم مصممون على تكذيب موسى فارتقى في موعظتهم إلى اللوم على ما مضى ولتذكيرهم بأنهم من ذرية قوم كذبوا يوسف لما جاءهم بالبينات فتكذيب المرشدين إلى الحق شنشنة معروفة في أسلافهم فتكون سجية فيهم .
وتأكيد الخبر ب ( قد ) ولام القسم لتحقيقه لأنهم مظنة أن ينكروه لبعد عهدهم به .
فالمجيء في قوله ( جاءكم ) مستعار للحصول والظهور والباء للملابسة أي ولقد ظهر لكم يوسف ببينات . ولا يلزم أن يكون إظهار البينات مقارنا دعوة إلى شرع لأنه لما أظهر البينات وتحققوا مكانته كان عليهم بحكم العقل السليم أن يتبينوا آياته ويستهدوا طريق الهدى والنجاة فإن الله لم يأمر يوسف بأن يدعو فرعون وقومه لحكمة لعلها هي انتظار الوقت والحال المناسب الذي ادخره الله لموسى عليه السلام .
والبينات : الدلائل البينة المظهرة أنه مصطفى من الله للإرشاد إلى الخير فكان على كل عاقل أن يتبع خطاه ويترسم آثاره ويسأله عما وراء هذا العالم المادي بناء على أن معرفة الوحدانية واجبة في أزمان الفترات : إما بالعقل أو بما تواتر بين البشر من تعاليم الرسل السابقين على الخلاف بين المتكلمين .
والبينات : إخباره بما هو مغيب عنهم من أحوالهم بطريق الوحي في تعبير الرؤى وكذلك آية العصمة التي انفرد بها من بينهم وشهدت له بها امرأة العزيز وشاهد أهلها حتى قال الملك ( ائتوني به استخلصه لنفسي ) فكانت دلائل نبوءة يوسف واضحة ولكنهم لم يستخلصوا منها استدلالا يقتفون به أثره في صلاح آخرتهم وحرصوا على الانتفاع به في تدبير أمور دنياهم فأودعوه خزائن أموالهم وتدبير مملكتهم فقال له الملك ( إنك اليوم لدينا مكين أمين ) .
ولم يخطر ببالهم أن يسترشدوا به سلوكهم الديني