وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب [ 28 ] ) عطف قول هذا الرجل يقتضي أنه قال قوله هذا في غير مجلس شورى فرعون لأنه لو كان قوله جاريا مجرى المحاورة مع في مجلس استشارته أو كان أجاب به عن قول فرعون ( ذروني أقتل موسى ) لكانت حكاية قوله بدون عطف على طريقة المحاورات .
والذي يظهر أن الله ألهم هذا الرجل بأن يقول مقالته إلهاما كان أول مظهر من تحقيق الله لاستعاذة موسى بالله فلما ساع توعد فرعون بقتل موسى عليه السلام جاء هذا الرجل إلى فرعون ناصحا ولم يكن يتهمه فرعون لنه من آله .
وخطابه بقوله ( أتقتلون ) موجه إلى فرعون لأن فرعون هو الذي يسند إليه القتل لأنه الآمر به ولحكاية كلام فرعون عقب كلام مؤمن آل فرعون بدون عطف بالواو في قوله ( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى ) .
ووصفه بأنه من آل فرعون صريح في أنه من القبط ولم يكن من بني إسرائيل خلافا لبعض المفسرين ألا ترى إلى قوله تعالى بعده ( يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا ) فإن بني إسرائيل لم يكن لهم ملك هنالك .
والأظهر أنه كان من قرابة فرعون وخاصته لما يقتضيه لفظ آل من ذلك حقيقة أو مجازا .
والمراد أنه مؤمن بالله ومؤمن بصدق موسى وما كان إيمانه هذا إلا لأنه كان رجلا صالحا اهتدى إلى توحيد اله إما بالنظر في الأدلة فصدق موسى عندما سمع دعوته كما اهتدى أبو بكر الصديق Bه إلى تصديق النبي A في حين سماع دعوته فقال له ( صدقت ) .
وكان كتمه الإيمان متجددا مستمرا تقية من فرعون وقومه إذ علم أن إظهاره الإيمان يضره ولا ينفع غيره كما كان " سقراط " يكتم إيمانه بالله في بلاد اليونان خشية أن يقتلوه انتصارا لآلتهم .
وأراد بقوله ( أتقتلون رجلا ) إلى آخره أن يسعى لحفظ موسى من القتل بفتح باب المجادلة في شأنه لتشكيك فرعون في تكذيبه بموسى وهذا الرجل هو غير الرجل المذكور في سورة القصص في قوله تعالى ( وجاء من أقصى المدينة يسعى ) فأن تلك القصة كانت قبيل خروج موسى من مصر وهذه القصة في مبدأ دخوله مصر .
ولم يوصف هنالك بأنه مؤمن ولا بأنه من آل فرعون بل كان من بني إسرائيل كما هو صريح سفر الخروج . والظاهر أن الرجل المذكور هنا كان رجلا صالحا نظارا في أدلة التوحيد ولم يستقر الإيمان في قلبه على وجهه إلا بعد أن سمع دعوة موسى وإن اله يقيض لعباده الصالحين حماة عند الشدائد .
قيل اسم هذا الرجل حبيب النجار وقيل سمعان وقد تقدم في سورة يس أن حبيبا النجار من رسل عيسى عليه السلام .
وقصة هذا الرجل المؤمن من آل فرعون غير مذكورة في التوراة بالصريح ولكنها مذكورة إجمالا في الفقرة السابعة من الإصحاح العاشر " فقال عبيد فرعون إلى متى يكون لنا هذا " أي موسى " فخا أطلق الرجال ليعبدوا الرب إلههم " .
والاستفهام في ( أتقتلون ) استفهام إنكار أي يقبح بكم أن تقتلوا نفسا لأنه يقول : ربي الله أي ولم يجبركم على أن تؤمنوا به ولكنه قال لكم قولا فاقبلوه أو ارفضوه فهذا محمل قوله ( أن يقول ربي الله ) وهو الذي يمكن الجمع بينه وبين كون هذا الرجل يكتم إيمانه .
و ( أن يقول ) . مجرور بلام التعليل المقدرة لأنها تحذف مع ( أن ) كثيرا .
وذكر اسم اله لأنه الذي ذكره موسى ولم يكن من أسماء آلهة القبط .
وأما قوله ( وقد جاءكم بالبينات من ربكم ) فهو ارتقاء في الحجاج بعد أن استأنس في خطاب قومه بالكلام الموجه فارتقى إلى التصريح بتصديق موسى بعلة أنه قد جاء بالبينات أي الحجج الواضحة بصدقه وإلى التصريح بأن الذي سماه الله في قوله ( أن يقول ربي الله ) هو رب المخاطبين فقال ( من ربكم ) .
فجملة ( وقد جاءكم بالبينات من ربكم ) في موضع الحال من قوله " رجلا " والباء في " بالبينات " للمصاحبة .
A E