وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال ابن مالك في شرح التسهيل : وتقرير الإخراج في هذا أن تجعل قولهم : إلا حل ذلك بمنزلة : لا أرى لهذا العقد مبطلا إلا فعل كذا . وجعل ابن خروف من هذا القبيل قوله تعالى ( لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر ) على أن يكون ( من ) مبتدأ و ( يعذبه الله ) الخبر ودخل الفاء لتضمين المبتدأ معنى الجزاء . وقال ابن مسعود : إن ( إلا ) في الاستثناء المنقطع يكون ما بعدها كلاما مستأنفا اه .
وعلى هذا فقوله تعالى هنا ( إلا من آمن وعمل صالحا ) تقديره : لكن من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف فيكون ( من ) مبتدأ مضمنا معنى الشرط و ( لهم جزاء الضعف ) جملة خبر عن المبتدأ وزيدت الفاء في الخبر لتضمين المبتدأ معنى الشرط .
وأسهل من هذا أن نجعل ( من ) شرطيه وجملة ( فأولئك لهم جزاء الضعف ) جواب الشرط واقترن بالفاء لأنه جملة اسمية . وهذا تحقيق لمعنى الاستثناء المنقطع وتفسير للآية بدون تكلف ولا تردد في النظم .
A E ويجوز أن تكون جملة ( وما أموالكم ولا أولادكم ) الخ اعتراضا بين جملة ( قل أن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) وجملة ( قل أن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ) وتكون ضمائر الخطاب موجهة إلى جميع الناس المخاطبين بالقرآن من مؤمنين وكافرين . وعليه يكون قوله ( إلا من آمن وعمل صالحا ) الخ مستثنى من ضمير الخطاب أي ما أموالكم بالتي تقربكم إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات .
وجيء باسم الإشارة في الأخبار عن ( من آمن ) للتنويه بشأنهم والتنبيه على أنهم جديرون بما يرد بعد اسم الإشارة من أجل تلك الأوصاف التي تقدمت اسم الإشارة على ما تقدم في قوله تعالى ( أولئك على هدى من ربهم ) وغيره . ووزان هذا المعنى وزان قوله ( لا يغنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ) إلى قوله ( لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات ) .
والضعف : المضاعف المكرر فيصدق بالمكرر مرة واكثر . وفي الحديث ( والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ) وقد أشار إليه قوله تعالى ( كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء ) .
وإضافة ( جزاء ) إلى ( الضعف ) إضافة بيانية أي الجزاء الذي هو المضاعفة لأعمالهم أي لما تستحقه كما تقدم . وكني عن التقريب بمضاعفة الجزاء لأن ذلك أمارة كرامة المجزي عند الله أي أولئك يقربون زلفى فيجزون جزاء الضعف على أعمالهم لا على وفرة أموالهم وأولادهم فالاستدراك ورد على جميع ما أفاده كلام المشركين من الدعوى الباطلة والفخر الكاذب لرفع توهم أن الأموال والأولاد لا تقرب إلى الله بحال فإن من أموال المؤمنين صدقات ونفقات ومن أولادهم أعوانا على البر ومجاهدين وداعين لآبائهم بالمغفرة والرحمة .
والباء في قوله ( بما عملوا ) تحتمل السبيبة فتكون دليلا على ما هو المضاعف وهو ما يناسب السبب من الصالحات كقوله تعال ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) وتحتمل العوض فيكون ( ما عملوا ) هو المجازى عليه كما تقول : جزيته بألف فلا تقدير في قوله ( جزاء الضعف ) .
والغرفات : جمع غرفة . وتقدم في آخر الفرقان وهي البيت المعتلي وهو أجمل منظرا وأشمل مرأى . و ( آمنون ) خبر ثاني يعني تلقي في نفوسهم الأمن من انقطاع ذلك النعيم .
وقرأ الجمهور ( في الغرفات ) بصيغة الجمع وقرأ حمزة ( في الغرقة ) بالأفراد .
( والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون [ 38 ] ) جرى الكلام عل عادة القرآن في تعقيب الترغيب بالترهيب وعكسه فكان هذا بمنزلة الاعتراض بين الثناء على المؤمنين الصالحين وبن إرشادهم إلى الانتفاع بأموالهم للقرب عند الله بجملة ( وما أنفقتم من شيء ) الخ . والذين يسعون في الآيات هم المشركون بصدهم عن سماع القرآن وبالطعن فيه بالباطل واللغو عند سماعه .
والسعي مستعار للاجتهاد في العمل في قوله تعالى ( ثم أدبر يسعى ) وإذا عدي ب ( في ) كان في الغالب مرادا منه الاجتهاد في المضرة فمعنى ( يسعون في آياتنا ) يجتهدون في إبطالها و ( معاجزين ) مغالبين مطالبين العجز . وقد تقدم نظيره في قوله تعالى ( والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم ) في سورة الحج .
ولسم الإشارة للتنبيه على إنهم استحقوا الجحيم لأجل ما ذكر قبل اسم الإشارة مثل ( أولئك على هدى من ربهم ) و ( في العذاب ) خبر عن اسم الإشارة