وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والطيبة : الحسنة في جنسها الملائمة لمزاولها ومستثمرها قال تعالى ( وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف ) وقال ( فلنحيينه حياة طيبة ) وقال ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ) وقال ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة ) . وفي حديث أبي طلحة في صدقته بحائط " بئر حاء " : " وكان رسول الله A يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب " . والطيب ضد الخبيث قال تعالى ( ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ) وقال ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) .
واشتقاقه من الطيب " بكسر الطاء بوزن فعل " وهو الشيء الذي تعبق منه رائحة لذيذة .
وجملة ( بلدة طيبة ) من تمام القول وهي مستأنفة في الكلام المقول أي بلدة لكم طيبة وتنكير ( بلدة ) للتعظيم . و ( بلدة ) مبتدأ و ( طيبة ) نعت ل ( بلدة ) وخبره محذوف تقديره : لكم وعدل عن إضافة ( بلدة ) إلى ضميرهم لتمون الجملة خفيفة على اللسان فتكون بمنزلة المثل .
وجملة ( ورب غفور ) عطف على جملة ( بلدة طيبة ) .
وتنكير ( رب ) للتعظيم . وهو مبتدأ محذوف الخبر على وزان ( بلدة طيبة ) والتقدير : ورب لكم أي ربكم غفور .
والعدول عن إضافة ( رب ) لضمير المخاطبين إلى تنكير ( رب ) وتقدير لام الاختصاص لقصد تشريفهم بهذا الاختصاص وتكون جملة على وزان التي قبلها طابا للتخفيف ولتحصل المزاوجة بين الفقرتين فتسيرا مسير المثل .
ومعنى ( غفور ) : متجاوز عنكم أي عن كفرهم الذي كانوا عليه قبل إيمان " بلقيس " بدين سليمان عليه السلام ولا يعلم مقدار مدة بقائهم على الإيمان .
A E ( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلنهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل [ 16 ] ) تفريع على قوله واشكروا له وقع اعتراضا بين أجزاء القصة التي بقيتها قوله ( وجعلنا بينهم وبين القرى ) الخ . وهو اعتراض بالفاء مثل قوله تعالى ( ذلكم فذوقوه وان للكافين عذاب النار ) وتقدم في سورة الأنفال .
والإعراض يقتضي سبق دعوة رسول أو نبي والمعنى : أعرضوا عن الاستجابة لدعوة التوحيد بالعودة إلى عبادة الشمس بعد أن اقلعوا في زمن سليمان وبلقيس فلعل بلقيس كانت حولتهم من عبادة الشمس فقط فقد كانت الأمم تتبع أديان ملوكهم وقد قيل إن بلقيس لم تعمر بعد زيارة سليمان إلا بضع سنين . والإرسال : الطلاق وهو ضد الحبس وتعديته بحرف ( على ) موذنة بأنه إرسال نقمة فإن سيل العرم كان محبوسا بالسد في مأرب فكانوا يرسلون منه بمقدار ما يسقون جناتهم فلما كفروا بالله بعد الدعوة للتوحيد قدر الله لهم عقابا بأن قدر أسباب انهدام السد فاندفع ما فيه من الماء فكان لهم خطرا وإتلافا للأنعام والأشجار ثم أعقبه جفاف باختلاف نظام تساقط الأمطار وانعدام الماء وقت الحاجة إليه وهذا جزاء على إعراضهم وشركهم .
و ( العرم ) يجوز أن يكون وصفا العرامة وهي الشدة والكثرة فتكون إضافة ( السيل ) إلى ( العرم ) من إضافة الموصوف إلى الصفة . ويجوز أن يكون ( العرم ) اسما للسيل الذين كان ينصب في السد فتكون الإضافة من إضافة المسمى إلى الاسم أي السيل العرم .
وكانت للسيول والأدوية في بلاد العرب أسماء كقولهم : سيل مهزور ومذينيب الذي كانت تسقى به حدائق المدينة ويدل على هذا المعنى قول الأعشى : .
" ومأرب عفى عليها العرم وقيل : ( العرم ) اسم جمع عرمة بوزن شجرة وقيل لا واحد له من لفظه وهو ما بني ليمسك الماء لغة يمنية وحبشية . وهي المسناة بلغة أهل الحجاز والمسناة بوزن مفعلة التي هي أسم الآلة مشتق من سنيت بمعنى سقيت ومنه سميت الساقية سانية وهي الدلو المستقى به والإضافة على هذين أصلية .
والمعنى : أرسلنا السيل الذي كان مخزونا بالسد