وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولما استجاب الله دعاءه كان النبي A يطلق أهل البيت على فاطمة وعلي وابينهما فقد روى الترمذي " عن أنس بن مالك أن رسول الله A كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت ( إما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) " قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه .
واللام في قوله ( ليذهب ) لام جر تزاد للتأكيد غالبا بعد مادتي الإرادة والأمر وينتصب الفعل المضارع بعدها ب ( أن ) مضمرة إضمارا واجبا ومنه قوله تعالى ( وأمرنا لنسلم لرب العالمين ) وقول كثير : .
أريد لأنسى حبها فكأنما ... تمثل لي ليلى بكل مكان A E وعن النحاس أن بعض القراء سماها " لام أن " وتقد قوله تعالى ( يريد الله ليبين لكم ) في سورة النساء .
وقوله ( أهل البيت ) نداء للمخاطبين من نساء النبي A مع حضرة النبي E وقد شمل كل من ألحق النبي A بهن بأنه من أهل وهم : فاطمة وابناها وزوجها وسلمان لا يعدو هؤلاء .
( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة كان لطيفا خبيرا [ 34 ] ) لما ضمن الله لهن العظمة أمرهن بالتحلي بأسبابها والتملي من آثارها والتزود من علم الشريعة بدراسة القرآن ليجمع ذلك اهتداءهن في أنفسهن ازدياد في الكمال والعلم وإرشادهن الأمة إلى ما فيه صلاح لها من علم النبي A .
وفعل ( اذكرن ) يجوز أن يكون من الذكر بضم الذال وهو التذكر وهذه كلمة جامعة تشمل المعنى الصريح منه وهو أن لا ينسين ما جاء في القرآن ولا يغفلن عن العمل به ويشمل المعنى الكنائي وهو أن يراد مراعاة العمل بما يتلى في بيوتهن مما ينزل فيها وما يقرأه النبي A فيها وما يبين فيها من الدين ويشمل معنى كنائيا ثانيا وهو تذكر تلك النعمة العظيمة أن كانت بيوتهن موقع تلاوة القرآن .
ويجوز أن يكون من الذكر بكسر الذال وهو إجراء الكلام على اللسان أي بلغنه للناس بان يقرأن القرآن ويبلغن أقوال النبي A وسيرته . وفيه كناية عن العمل به . والتلاوة : القراءة أي إعادة كلام مكتوب أو محفوظ أي ما يتلوه الرسول A . و " من آيات الله والحكمة " بيان لما يتلى فكل ذلك متلو وذلك القرآن وقد بين المتلو بشيئين : هما آيات الله والحكمة فآيات الله يعم القرآن كله لأنه معجز عن معارضته فكان آية على أنه من عند الله .
وعطف ( الحكمة ) عطف خاص على عام وهو ما كان من القرآن مواعظ وأحكاما شرعية قال تعالى بعد ذكر الأحكام التي في سورة الإسراء ( ذلك مما أوحي إليك من ربك من الحكمة ) أي ما يتلى في بيوتهن عند نزوله أو بقراءة النبي A ودراستهن القرآن ليتجدد ما علمنه ويلمع لهن من أنواره ما هو مكنون لا ينضب معينه وليكن مشاركات في تبليغ القرآن وتواتره ولم يزل أصحاب الرسول A والتابعون بعدهم يرجعون إلى أمهات المؤمنين في كثير من أحكام النساء ومن أحكام الرجل مع أهله كما في قوله تعالى ( اذكرني عند ربك ) أي بلغ خبر سجني وبقائي فيه .
وموقع مادة الذكر هنا موقع شريف لتحملها هذه المحامل ما لا يتحمله غيرها إلا بإطناب . قال ابن العربي : إن الله أمر نبيه عليه الصلاة والسلام بتبليغ ما أنزل إليه فكان إذا قرأ على واحد أو ما اتفق سقط عنه الفرض وكان على من تبعه أن يبلغه إلى غيره ولا يلزمه أن يذكره لجميع الصحابة .
وقد تكرر ذكر الحكمة في القرآن في مواضع كثيرة وبيناه في سورة البقرة وتقدم قريبا اختلاف القراء في كسر باء ( بيوت ) أو ضمنها .
وجملة ( أن الله كان لطيفا خبيرا ) تعليل للأمر وتذييل للجمل السابقة . والتعليل صالح لمحامل الأمر كلها لأن اللطف يقتضي إسداء النفع بكيفية لا تشق على المسدى إليه