وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( وأقمن الصلوة وآتين الزكوة وأطعن الله ورسوله ) أريد بهذه الأوامر الدوام عليها لأنهن متلبسات بمضمونها من قبل وليعلم الناس أن المقربين والصالحين لا ترتفع درجاتهم عند الله تعالى عن حق توجه التكليف عليهم . وفي هذا مقمع لبعض المتصوفين الزاعمين أن الأولياء إذا بلغوا المراتب العليا من الولاية سقطت عنهم تكاليف الشرعية .
وخص الصلاة والزكاة بالأمر ثم جاء المر عاما بالطاعة لأن هاتين الطاعتين البدنية والمالية هما أصل سائر الطاعات فمن اعتنى بهما حق العناية جرتاه إلى ما وراءهما قال تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وقد بيناه في سورة العنكبوت .
A E ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [ 33 ] ) متصل بما قبله إذ هو تعليل لما تضمنته الآيات السابقة من أمر ونهي ابتداء من قوله تعالى ( يا نساء النبي من يأت منكن ) الآية . فإن موقع ( إنما ) يفيد ربط ما بعدها بما قبلها لأن حرف ( إن ) جزءا من ( إنما ) وحرف ( إن ) من شأنه أن يغني غناء فاء التسبب كما ينه الشيخ عبد القاهر فالمعنى أمركن الله بما أمر ونهاكن عما نهى لأنه أراد لكن تخلية عن النقائص والتحلية بالكمالات . وهذا التعليل وقع معترضا بين الأوامر والنواهي المتعاطفة .
والتعريف في ( البيت ) تعريف العهد وهو بيت النبي A وبيوت النبي A كثيرة فالمراد هنا بالبيت هنا بيت كل واحدة من أزواج النبي A وكل بيت من تلك البيوت أهله النبي A وزوجه صاحبة ذلك ولذلك جاء بعده قوله ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن ) وضميرا الخطاب موجهان إلى نساء النبي A على سنن الضمائر التي تقدمت . وإنما جيء بالضميرين بصيغة جمع المذكر على طريقة التغليب لاعتبار النبي A في هذا الخطاب لأن رب كل بيت من بيوتهن وهو حاضر الخطاب إذ هو مبلغه . وفي هذا التغليب إيماء إلى أن هذا التطهير لهن لأجل مقام النبي A لتكون قريناته مشابهات له في الزكاء والكمال كما قال تعالى ( والطيبات للطيبين ) يعني أزواج النبي للنبي A وهو نظير قوله في قصة إبراهيم ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ) والمخاطب زوج إبراهيم وهو معها .
والرجس في الأصل : القذر الذي يلوث الأبدان واستعير هنا للذنوب والنقائص الدينية لأنها تجعل عرض الإنسان في الدنيا والآخرة مرذولا مكروها كالجسم الملوث بالقذر . وقد تقدم في قوله تعالى ( رجس من عمل الشيطان ) في سورة العقود . واستعير التطهير لضد ذلك وهو تجنيب الذنوب والنقائص كما يكون الجسم أو الثوب طاهرا .
واستعير الإذهاب للإنجاء والإبعاد .
وفي التعبير بالفعل المضارع دلالة على تجدد الإرادة واستمرارها وإذا أراد الله أمرا قدره إذ لا راد لإرادته .
والمعنى : ما يريد الله لكن مما أمركن ونهاكن إلا عصمتكن من النقائص وتحليتكن بالكمالات ودوام ذلك أي لا يريد من ذلك مقتا لكن ولا نكاية . فالقصر قصر قلب كما قال تعالى ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم ) . وهذا وجه مجيء صيغة القصر ب ( إنما ) . والآية تقتضي أن الله عصم أزواج نبيه A من ارتكاب الكبائر وزكى نفوسهن .
وأهل البيت : أزواج النبي A والخطاب موجه إليهن وكذلك ما قبله وما بعده لا يخالط أحدا شك في ذلك ولم يفه منها أصحاب النبي E هن المراد بذلك وأن النزول في شأنهن