وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وضمير ( زادهم ) المستتر عائد إلى ما عاد إليه اسم الإشارة أي وما زادهم ما رأوا إلا إيمانا وتسليما أي بعكس حال المنافقين إذ زادهم شكا في تحقق الوعد والمعنى : وما زاد ذلك المؤمنين إلا إيمانا أي ما زاد في خواطر نفوسهم إلا إيمانا أي لم يزدهم خوفا على الخوف الذي من شأنه أن يحصل لكل مترقب أن ينازله العدو الشديد بل شغلهم عن الخوف والهلع شاغل الاستدلال بذلك على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبرهم به وفيما وعدهم الله على لسان رسوله E من النصر فأعرضت نفوسهم عن خواطر الخوف إلى الاستبشار بالنصر المترقب .
A E والتسليم : الانقياد والطاعة لأن ذلك تسليم النفس للمنقاد إليه وتقدم في قوله تعالى ( ويسلموا تسليما ) في سورة النساء . ومن التسليم هنا تسليم أنفسهم لملاقاة عدو شديد دون أن يتطلبوا الإلقاء بأيديهم إلى العدو وأن يصالحوه بأموالهم . فقد ذكر ابن إسحاق وغيره أنه لما اشتد البلاء على المسلمين استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم السعدين سعد بن عبادة وسعد بن معاذ في أن يعطي ثلث ثمار المدينة تلك السنة عيينة بن حصن والحارث بن عوف وهما قائدا غطفان على أن يرجعا عن المدينة فقالا : يا رسول الله أهو أمر تحبه فنصنعه أم شيء أمرك الله به لابد لنا من العمل به أم شيء تصنعه لنا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل شيء أصنعه لكم والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كل جانب فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما . فقال سعد بن معاذ : يا رسول الله قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة واحدة إلا قرى أو بيعا أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا إليه وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ؟ ما لنا بهذا من حاجة والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت وذاك . فهذا موقف المسلمين في تلك الشدة وهذا تسليم أنفسهم للقتال .
ومن التسليم الرضى بما يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الثبات معه كما قال تعالى ( ويسلموا تسليما ) .
وإذ قد علم أنهم مؤمنون لقوله ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب ) إلى آخره فقد تعين أن الإيمان الذي زادهم ذلك هو زيادة على إيمانهم أي إيمان مع إيمانهم .
والإيمان الذي زادهموه أريد به مظهر من مظاهر إيمانهم القوي فجعل تكرر مظاهر الإيمان وآثاره كالزيادة في الإيمان لأن تكرر الأعمال بقوي الباعث عليها في النفس يباعد بين صاحبه وبين الشك والارتداد فكأنه يزيد في ذلك الباعث وهذا من قبيل قوله تعالى ( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) وقوله ( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا ) كما تقدم في سورة براءة فكذلك القول في ضد الزيادة وهو النقص وإلا فإن حقيقة الإيمان وهو التصديق بالشيء إذا حصلت بمقوماتها فهي واقعة فزيادتها تحصيل حاصل ونقصها نقص لها وانتفاء لأصلها . وهذا هو محمل ما ورد في الكتاب والسنة من إضافة الزيادة إلى الإيمان وكذلك ما يضاف إلى الكفر والنفاق من الزيادة كقوله تعالى ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا ) وقوله ( وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) .
وإلى هذا المحمل يرجع خلاف الأئمة في قبول الإيمان الزيادة والنقص فيؤول إلى خلاف لفظي .
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا [ 23 ] ) أعقب الثناء على جميع المؤمنين الخلص على ثباتهم ويقينهم واستعدادهم للقاء العدو الكثير يومئذ وعزمهم على بذل أنفسهم ولم يقدر لهم لقاؤه كما يأتي في قوله ( وكفى الله المؤمنين القتال ) بالثناء على فريق منهم كانوا وفوا بما عاهدوا الله عليه وفاء بالعمل والنية ليحصل بالثناء عليهم بذلك ثناء على إخوانهم الذين لم يتمكنوا من لقاء العدو يومئذ ليعلم أن صدق أولئك يؤذن بصدق هؤلاء لأن المؤمنين يد واحدة .
A E