وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويجوز أن يكون المعنى : أنهم كانوا يسلقون المؤمنين اعتزازا بالأحزاب لأن الأحزاب حلفاء لقريظة وكان المنافقون أخلاء لليهود فكان سلقهم المسلمين في وقت ذهاب الأحزاب وهم لا يعلمون ذلك ولو علموه لخفضوا من شدتهم على المسلمين فتكون جملة ( يحسبون ) حالا من ضمير الرفع في ( سلقوكم ) أي فعلوا ذلك حاسبين الأحزاب محيطين بالمدينة ومعتزين بهم فظهرت خيبتهم فيما قدروا .
A E وأما قوله ( وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب ) فهو وصف لجبن المنافقين أي لو جاء الأحزاب كرة أخرى لأخذ المنافقون حيطتهم فخرجوا إلى البادية بين الأعراب القاطنين حول المدينة وهم غفار وأسلم وغيرهم قال تعالى ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب ) الآية .
والود هنا مستعمل كناية عن السعي لحصول الشيء المودود لأن الشيء المحبوب لا يمنع من تحصيله إلا مانع قاهر فهو لازم للود .
والبادي : ساكن البادية . وتقدم عند قوله تعالى ( سواء العاكف فيه والباد ) في سورة الحج .
والأعراب : هم سكان البوادي بالأصالة أي يودوا الالتحاق بمنازل الأعراب ما لم يعجزوا لما دل عليه قوله عقبه ( ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا ) أي فلو لم يستطيعوا ذلك فكانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا .
و ( لو ) حرف يفيد التمني بعد فعل ود ونحوه . أنشد الجاحظ وعبد القاهر : يودون لو خاطوا عليك جلودهم ولا تمنع الموت النفوس الشحائح وتقدم عند قوله تعالى ( يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ) في البقرة .
والسؤال عن الأنباء لقصد التجسس على المسلمين للمشركين وليسرهم ما عسى أن يلحق المسلمين من الهزيمة .
ومعنى ( ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا ) أنهم إذا فرض أن لا يتمكنوا من الخروج إلى البادية وبقوا في المدينة مع المسلمين ما قاتلوا مع المسلمين إلا قتالا قليلا أي ضعيفا لا يؤبه به وإنما هو تعلة ورياء وتقدم نظيره آنفا .
والأنباء : جمع نبأ وهو : الخبر المهم وتقدم عند قوله تعالى ( ولقد جاءك من نبأ المرسلين ) في سورة الأنعام .
وقرأ الجمهور ( يسألون ) بسكون السين فهمزة مضارع ( سأل ) . وقرأ رويس عن يعقوب ( يساءلون ) بفتح السين مشددة وألف بعدها الهمزة مضارع تساءل وأصله : يتساءلون أدغمت التاء في السين .
( لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا [ 21 ] ) بعد توبيخ المنافقين والذين في قلوبهم مرض أقبل الكلام على خطاب المؤمنين في عموم جماعتهم ثناء على ثباتهم وتأسيهم بالرسول صلى الله عليه وسلم على تفاوت درجاتهم في ذلك الائتساء فالكلام خبر ولكن اقترانه بحرفي التوكيد في ( لقد ) يومئ إلى تعريض بالتوبيخ للذين لم ينتفعوا بالإسوة الحسنة من المنافقين والذين في قلوبهم مرض فلذلك أتي بالضمير مجملا ابتداء من قوله ( لكم ) ثم فصل بالبدل منه بقوله ( لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) أي بخلاف لمن لم يكن كأولئك فاللام في قوله ( لمن كان يرجو الله ) توكيد للام التي في المبدل منه مثل قوله تعالى ( تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا ) فمعنى هذه الآية قريب من معنى قوله تعالى في سورة براءة في قصة تبوك ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم ) الآية .
والإسوة بكسر الهمزة وضمها اسم لما يؤتسى به أي يقتدى به ويعمل مثل عمله . وحق الأسوة أن يكون المؤتسى به هو القدوة ولذلك فحرف ( في ) جاء على أسلوب ما يسمى بالتجريد المفيد للمبالغة إذ يجرد من الموصوف بصفة موصوف مثله ليكون كذاتين كقول أبي خالد الخارجي : .
" وفي الرحمان للضعفاء كاف أي الرحمان كاف . فالأصل : رسول الله إسوة فقيل : في رسول الله إسوة . وجعل متعلق الائتساء ذات الرسول صلى الله عليه وسلم دون وصف خاص ليشمل الائتساء به في أقواله بامتثال أوامره واجتناب ما ينهى عنه والائتساء بأفعاله من الصبر والشجاعة والثبات .
وقرأ الجمهور ( إسوة ) بكسر الهمزة . وقرأ عاصم بضم الهمزة وهما لغتان