وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والاستثناء بقوله ( إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا ) منقطع و ( إلا ) بمعنى ( لكن ) لأن ما بعد ( إلا ) ليس من جنس ما قبلها فإن الأولوية التي أثبتت لأولي الأرحام أولوية خاصة وهي أولوية الميراث بدلالة السياق دون أولوية حسن المعاشرة وبذل المعروف .
وهذا استدراك على ما قد يتوهم من قطع الانتفاع بأموال الأولياء عن أصحاب الولاية بالإخاء والحلف فبين أن الذي أبطل ونسخ هو انتفاع الإرث وبقي حكم المواساة وإسداء المعروف بمثل الإنفاق والإهداء والإيصاء .
وجملة ( كان ذلك في الكتاب مسطورا ) تذييل لهذه الأحكام وخاتمة لها مؤذنة بانتهاء الغرض من الأحكام التي شرعت من قوله ( ادعوهم لآبائهم ) إلى هنا فالإشارة بقوله ( ذلك ) إلى المذكور من الأحكام المشروعة فكان هذا التذييل أعم مما اقتضاه قوله ( بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) . وبهذا الاعتبار لم يكن تكريرا له ولكنه يتضمنه ويتضمن غيره فيفيد تقريره وتوكيده تبعا وهذا شأن التذييلات .
والتعريف في ( الكتاب ) للعهد أي كتاب الله أي ما كتبه على الناس وفرضه كقوله ( كتاب الله عليكم ) فاستعير الكتاب للتشريع بجامع ثبوته وضبطه التغيير والتناسي كما قال الحارث بين حلزة : .
حذر الجور والتطاخي وهل ين ... قض ما في المهارق الأهواء ومعنى ها مثل قوله تعالى ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) في سورة الأنفال .
فالكتاب استعارة مكنية وحرف الظرفية ترسيخ للاستعارة .
والمسطور : المكتوب في سطور وهو ترشيح أيضا للاستعارة وفيه تخييل للمكنية .
وفعل ( كان ) في قوله ( كان ذلك ) لتقوية ثبوته في الكتاب مسطورا لأن ( كان ) إذا لم يقصد بها أن اسمها اتصف بخبرها في الزمن الماضي كانت للتأكيد غالبا مثل ( وكان الله غفورا رحيما ) أي لم يزل كذلك .
A E ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا [ 7 ] ليسئل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما [ 8 ] ) عطف على قوله ( يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ) إلى قوله ( وكفى بالله وكيلا ) فلذلك تضمن الأمر بإقامة الدين على ما أراده اله تعالى وأوحى به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى نبذ سنن الكافرين الصرحاء والمنافقين من أحكام الهوى والأوهام .
فلما ذكر ذلك وعقب بمثل ثلاثة من أحكام جاهليتهم الضالة بما طال من الكلام إلى هنا ثني عنان الكلام إلى الإعلام بأن الذي أمره الله به هو من عهود أخذها الله على النبيين والمرسلين من أول عهود الشرائع . وتربط هذا الكلام بالكلام الذي عطف هو عليه مناسبة قوله ( كان ذلك في الكتاب مسطورا ) . وبهذا الارتباط بين الكلامين لم يحتج إلى بيان الميثاق الذي أخذه الله تعالى على النبيين فعلم أن المعنى : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم بتقوى الله وبنبذ طاعة الكافرين والمنافقين وباتباع ما أوحى الله به . وقوله ( إن الله كان عليما حكيما ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما ) . فلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتصار على تقوى الله وبالإعراض عن دعوى الكافرين والمنافقين . أعلم بأن ذلك شأن النبيين من قبله ولذلك عطف قوله ( ومنك ) عقب ذكر النبيين تنبيها على أن شأن الرسل واحد وأن سنة الله فيهم متحدة فهذه الآية لها معنى التذييل لآية ( يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ) الآيات الثلاث ولكنها جاءت معطوفة بالواو لبعد ما بينها وما بين الآيات الثلاث المتقدمة