وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي حديث أبي قتادة " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملا أمامة ابنة بنته زينب ولأبي العاص ابن ربيعة " فكانت اللام مغنية عن أن يقول وابنة أبي العاص .
وضمير ( هو أقسط ) عائد إلى المصدر المفهوم من فعل ( ادعوهم لآبائهم ) أي الدعاء للآباء .
وجملة ( هو أقسط عند الله ) استئناف بياني كأن سائلا قال : لماذا لا ندعوهم للذين تبنوهم ؟ فأجيب ببيان أن ذلك القسط فاسم التفضيل مسلوب المفاضلة اي هو قسط كامل وغيره جور على الآباء الحق والأدعياء لأن فيه إضاعة أنسابهم الحق . والغرض من هذا الاستئناف تقرير ما دل عليه قوله ( وما جعل ادعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ) لتعلم عناية الله تعالى بإبطال أحكام الجاهلية في التبني ولتطمئن نفوس المسلمين من التبنين والأدعياء ومن يتعلق بهم بقبول هذا التشريع الذي يشق عليهم إذ ينزع منهم إلفا ألفوه .
A E ولهذا المعنى الدقيق فرع عليه قوله ( فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ) فجمع فيه تأكيدا للتشريع بعدم التساهل في بقاء ما كانوا عليه بعذر أنهم لا يعلمون آباء بعض الأدعياء وتأنيسا للناس أن يعتاضوا عن ذلك الانتساب المكذوب اتصالا حقا لا يفوت به ما في الانتساب القديم من الصلة ويتجافى به عما فيه من المفسدة فصاروا يدعون سالما متبنى أبي حذيفة : سالما مولى أبي حذيفة وغيره ولم يشذ عن ذلك إلا قول الناس للمقداد بن عمرو : المقداد بن الأسود نسبة للأسود بن عبد يغوث الذي كان قد تبناه في الجاهلية كما تقدم .
قال القرطبي لما نزلت هذه الآية قال المقداد : أن المقداد بن عمرو ومع ذلك بقي الإطلاق عليه ولم يسمع فيمن مضى من عصى مطلق ذلك عليه ولو كان متعمدا ا ه . وفي قول القرطبي : ولو كان متعمدا نظر إذ لا تمكن معرفة تعمد من يطلق ذلك عليه . ولعله جرى على ألسنة الناس المقداد بن الأسود فكان داخلا في قوله تعالى ( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ) لأن ما جرى على الألسنة مظنة النسيان والمؤاخذة بالنسيان مرفوعة .
وارتفاع ( إخوانكم ) على الإخبار عن مبتدأ محذوف هو ضمير الأدعياء أي فهم لا يعدون أن يوصفوا بالإخوان في الإسلام إن لم يكونوا موالي أو يوصفوا بالموالي إن كانوا موالي بالحلف أو بولاية العتاقة وهذا استقراء تام . والإخبار بأنهم إخوان وموال كناية عن الإرشاد إلى دعوتهم بأحد هذين الوجهين .
والواو للتقسيم وهي بمعنى ( أو ) فتصلح لمعنى التخيير أي فإن لم تعلموا آباءهم فادعوهم إن شئتم بإخوان وإن شئتم ادعوهم موالي إن كانوا كذلك . وهذا توسعة على الناس .
و ( في ) للظرفية المجازية أي إخوانكم أخوة حاصلة بسبب الدين كما يجمع الظرف محتوياته أو تجعل ( في ) للتعليل والتسبب أي إخوانكم بسبب الإسلام مثل قوله تعالى ( فإذا أوذي في الله ) أي لأجل الله لقوله تعال ( إنما المؤمنون إخوة ) .
وليس في دعوتهم بوصف الأخوة ريبة أو التباس مثل الدعوة بالبنوة لأن الدعوة بالأخوة في أمثالهم ظاهرة لأن لوصف الأخوة فيهم تأويلا بإرادة الاتصال الديني بخلاف وصف البنوة فإنما هو ولاء وتحالف فالحق أن يدعوا بذلك الوصف وفي ذلك جبر لخواطر الأدعياء ومن تبنوهم .
والمراد بالولاء في قوله ( ومواليكم ) ولاء المحالفة لا ولاء العتق فالمحالفة مثل الأخوة . وهذه الآية ناسخة لما كان جاريا بين المسلمين ومن النبي صلى الله عليه وسلم من دعوة المتبنين إلى الذين تبنوهم فهو من نسخ السنة الفعلية والتقريرية بالقرآن . وذلك مراد من قال : إن هذه الآية نسخت حكم التبني .
قال في الكشاف " وفي فصل هذه الجمل ووصلها من الحسن والفصاحة ما لا يعبئ عن عالم بطرق النظم "