وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فتأكيد الجملة بلام القسم وحرف التحقيق لتنزيل المخاطبين منزلة المنكرين لوقوع ذلك حتى يحتاج معهم إلى التأكيد بالقسم فموقع التأكيد هو قوله ( من بعدما أهلكنا القرون الأولى ) .
والكتاب : التوراة التي خاطب الله بها موسى عليه السلام . والبصائر : جمع بصيرة وهي إدراك العقل سمي بصيرة اشتقاقا من بصر العين وجعل الكتاب بصائر باعتبار عدة دلائله وكثرة بيناته كما في الآية الأخرى قال ( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر ) .
والقرون الأولى : قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط . والقرن : الأمة قال تعالى ( كم أهلكنا من قبلهم من قرن ) . وفي الحديث " خير القرون قرني " .
والناس هم الذين أرسل إليهم موسى من بني إسرائيل وقوم فرعون ولمن يريد أن يهتدي بهديه مثل الذين تهودوا من عرب اليمن وهدى ورحمة لهم ولمن يقتبس منهم قال تعالى ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ) . ومن جملة ما تشتمل عليه التوراة تحذيرها من عبادة الأصنام .
وضمير ( لعلهم يتذكرون ) عائد إلى الناس الذين خوطبوا بالتوراة أي فكذلك إرسال محمد لكم هدى ورحمة لعلكم تتذكرون .
( وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين [ 44 ] ) لما بطلت شبهتهم التي حاولوا بها إحالة رسالة محمد A نقل الكلام إلى إثبات رسالته بالحجة الدامغة ؛ وذلك بما أعلمه الله به من أخبار رسالة موسى مما لا قبل له بعلمه لولا أن ذلك وحي إليه من الله تعالى . فهذا تخلص من الاعتبار بدلالة الالتزام في قصة موسى إلى الصريح من إثبات نبوة محمد A .
A E وجيء في الاستدلال بطريقة المذهب الكلامي حيث بني الاستدلال على انتفاء كون النبي E موجودا في المكان الذي قضى الله فيه أمر الوحي إلى موسى لينتقل منه إلى أن مثله ما كان يعمل ذلك إلا عن مشاهدة لأن طريق العلم بغير المشاهدة له مفقود منه ومن قومه إذ لم يكونوا أهل معرفة بأخبار الرسل كما كان أهل الكتاب فلما انتفى طريق العلم المتعارف لأمثاله تعين أن طريق علمه هو إخبار الله تعالى إياه بخبر موسى .
ولما كان قوله ( وما كان بجانب الغربي ) نفيا لوجوده هناك وحضوره تعين أن المراد من الشاهدين أهل الشهادة أي الخبر اليقين وهم علماء بني إسرائيل لأنهم الذين أشهدهم الله على التوراة وما فيها ألا ترى أنه ذمهم بكتمهم بعض ما تتضمنه التوراة من البشارة بالنبي A بقوله ( ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ) . والمعنى ما كنت من أهل ذلك الزمن ولا ممن تلقى أخبار ذلك بالخبر اليقين المتوتر من كتبهم يومئذ فتعين أن طريق علمك بذلك وحي الله تعالى .
والأمر المقضي : هو أمر النبوة لموسى إذ تلقاها موسى .
وقوله ( بجانب الغربي ) هو من إضافة الموصوف إلى صفته وأصله بالجانب الغربي وهو كثير في الكلام العربي وإن أنكره نحاة البصرة وأكثروا من التأويل والحق جوازه .
والجانب الغربي هو الذي ذكر آنفا بوصف ( شاطئ الواد الأيمن ) أي على بيت القبلة .
( ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر ) خفي اتصال هذا الاستدراك بالكلام الذي قبله وكيف يكون استدراكا وتعقيبا للكلام الأول برفع ما يتوهم ثبوته