وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( أشق عليك ) معناه : أكون شاقا عليك أي مكلفك مشقة والمشقة : العسر والتعب والصعوبة في العمل . والأصل أن يوصف بالشاق العمل المتعب فإسناد " أشق " إلى ذاته إسناد مجازي لأنه سبب المشقة أي ما أريد أن أشترط عليك ما فيه مشقتك . وهذا من السماحة الوارد فيها حديث : " رحم الله أمرأ سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى . . " .
وجملة ( قال ذلك بيني وبينك ) حكاية لجواب موسى عن كلام شعيب . واسم الإشارة إلى المذكور وهو ( أن تأجرني ثماني حجج ) إلى آخره . وهذا قبول موسى لما أوجبه شعيب وبه تم التعاقد على النكاح وعلى الإجارة أي الأمر على ما شرطت علي وعليك . وأطلق ( بيني وبينك ) مجازا في معنى الثبوت واللزوم والارتباط أي كل فيما هو من عمله .
و ( أيما ) منصوب ب ( قضيت ) . و ( أي ) اسم موصول مبهم مثل ( ما ) . وزيدت بعدها ( ما ) للتأكيد ليصير الموصول سبيها بأسماء الشرط لأن تأكيد ما في اسم الموصول من الإبهام يكسبه عموما فيشبه الشرط فلذلك جعل له جواب كجواب الشرط . والجملة كلها بدل اشتمال من جملة ( ذلك بيني وبينك ) لأن التخيير في منتهى الأجل مما اشتمل عليه التعاقد المفاد بجملة ( ذلك بيني وبينك ) .
والعدوان بضم العين : الاعتداء على الحق أي فلا تعتدي علي . فنفي جنس العدوان الذي منه عدوان مستأجره . واستشهد موسى على نفسه وعلى شعيب بشهادة الله .
وأصل الوكيل : الذي وكل إليه الأمر وأراد هنا أنه وكل على الوفاء بما تعاقدا عليه حتى إذا أخل أحدهما بشيء كان الله مؤاخذه . ولما ضمن الوكيل معنى الشاهد عدي بحرف ( على ) وكان حقه أن يعدى ب " إلى " .
والعبرة من سياقة هذا الجزء من القصة المفتتح بقوله تعالى ( ولما توجه تلقاء مدين ) إلى قوله ( والله على ما نقول وكيل ) هو ما تضمنته من فضائل الأعمال ومناقب أهل الكمال وكيف هيأ الله تعالى موسى لتلقي الرسالة بأن قلبه في أطوار الفضائل وأعظمها معاشرة رسول من رسل الله ومصاهرته وما تتضمنه من خصال المروءة والفتوة التي استكنت في نفسه من فعل المعروف وإغاثة الملهوف والرأفة بالضعيف والزهد والقناعة وشكر ربه على ما أسدى إليه ومن العفاف والرغبة في عشرة الصالحين والعمل لهم والوفاء بالعقد والثبات على العهد حتى كان خاتمة ذلك تشريفه بالرسالة وما تضمنته من خصال النبوة التي أبداها شعيب من حب القرى وتأمين الخائف والرفق في المعاملة ليعتبر المشركون بذلك إن كان لهم اعتبار في مقايسة تلك الأحوال بأجناسها من أحوال النبي A فيهتدوا إلى أن ما عرفوه به من زكي الخصال قبل رسالته وتقويم سيرته وإعانته على نوائب الحق وتزوجه أفضل امرأة من نساء قومه إن هي إلا خصال فاذة فيه بين قومه وإن هي إلا بوارق لا نهطال سحاب الوحي عليه . والله أعلم حيث يجعل رسالته وليأتسي المسلمون بالأسوة الحسنة من أخلاق أهل النبوة والصلاح .
( فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون [ 29 ] ) A E لم يذكر القرآن أي الأجلين قضى موسى إذ لا يتعلق بتعيينه غرض في سياق القصة . وعن ابن عباس " قضى أوفاهما وأطيبهما إن رسول الله إذا قال فعل " أي أن رسول الله المستقبل لا يصدر من مثله إلا الوفاء التام وورد ذلك عن النبي A في أحاديث ضعيفة الأسانيد أنه سئل عن ذلك فأجاب بمثل ما قال ابن عباس . والأهل من إطلاقه الزوجة كما في الحديث " والله ما علمت على أهلي إلا خيرا " .
وفي سفر الخروج : أنه استأذن صهره في الذهاب إلى مصر لافتقاد أخته وآله . وبقية القصة تقدمت في سورة النمل إلا زيادة قوله : ( آنس من جانب الطور نارا ) وذلك مساو لقوله هنا ( إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا ) .
والجذوة مثلث الجيم وقرئ بالوجوه الثلاثة فالجمهور بكسر الجيم وعاصم بفتح الجيم وحمزة وخلف بضمها وهي العود الغليظ . قيل مطلقا وقيل المشتعل وهو الذي في القاموس . فإن كان الأول فوصف الجذوة بأنها من النار وصف مخصص وإن كان الثاني فهو وصف كاشف و ( من ) على الأول بيانية وعلى الثاني تبعيضية