وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين [ 5 ] ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون [ 6 ] ) عطف جملة ( ونريد ) على جملة ( إن فرعون علا في الأرض ) لمناسبة ما في تلك الجملة من نبإ تذبيح الأبناء واستحياء النساء فلذلك من علو فرعون في الأرض وهو بيان لنبأ موسى وفرعون فإن إرادة الله الخير بالذين استضعفهم فرعون من تمام نبأ موسى وفرعون وهو موقع عبرة عظيمة من عبر هذه القصة .
A E وجيء بصيغة المضارع في حكاية إرادة مضت لاستحضار ذلك الوقت كأنه في الحال لأن المعنى أن فرعون يطغى عليهم والله يريد في ذلك الوقت إبطال عمله وجعلهم أمة عظيمة ولذلك جاز أن تكون جملة ( ونريد ) في موضع الحال من ضمير ( يستضعف ) باعتبار أن تلك الإرادة مقارنة لوقت استضعاف فرعون إياهم . فالمعنى على الاحتمالين : ونحن حينئذ مريدون أن ننعم في زمن مستقبل على الذين استضعفوا .
والمن : الإنعام وجاء مضارعه مضموم العين على خلاف القياس .
و ( الذين استضعفوا في الأرض ) هم الطائفة التي استضعفها فرعون . والأرض في الأرض في قوله ( إن فرعون علا في الأرض ) .
ونكتة إظهار الذين استضعفوا دون إيراد ضمير الطائفة للتنبيه على ما في الصلة من التعليل فإن الله رحيم لعباده وينصر المستضعفين المظلومين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا .
وخص بالذكر من المن أربعة أشياء عطفت على فعل ( نمن ) عطف الخاص على العام وهي : جعلهم أئمة وجعلهم الوارثين والتمكين لهم في الأرض وأن يكون زوال ملك فرعون على أيديهم في نعم أخرى جمة ذكر كثير منها في سورة البقرة .
فأما جعلهم أئمة فلذلك بأن أخرجهم من ذل العبودية وجعلهم أمة حرة مالكة أمر نفسها لها شريعة عادلة وقانون معاملاتها وقوة تدفع بها أعداءها ومملكة خالصة لها وحضارة كاملة تفوق حضارة جيرتها بحيث تصير قدوة للأمم في شؤون الكمال وطلب الهناء فهذا معنى جعلهم أئمة أي يقتدي بهم غيرهم ويدعون الناس إلى الخير وناهيك بما بلغه ملك إسرائيل في عهد سليمان عليه السلام .
وأما جعلهم الوارثين فهو أن يغطيهم الله ديار قوم آخرين ويحكمهم فيهم فالإرث مستعمل مجاز في خلافة أمم أخرى .
فالتعريف في ( الوارثين ) تعريف الجنس المفيد أنهم أهل الإرث الخاص وهو إرث السلطة في الأرض بعد من كان قبلهم من أهل السلطان فإن الله أورثهم أرض الكنعانيين والحثيين والأموريين والأراميين وأحلهم محلهم على ما كانوا عليه من العظمة حتى كانوا يعرفون بالجبابرة قال تعالى ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين ) .
والتمكين لهم في الأرض تثبيت سلطانهم فيما ملكوه منها وهي أرض الشام إن كانت اللام عوضا عن المضاف إليه . ويحتمل أن يكون المعنى تقويتهم بين أمم الأرض إن حمل التعريف على جنس الأرض المنحصر في فرد أو على العهد أي الأرض المعهودة للناس .
وأصل التمكين : الجعل في المكان وقد تقدم في قوله تعالى ( إنا مكنا له في الأرض ) في سورة الكهف وتقدم الكلام على اشتقاق التمكين وتصاريفه عند قوله تعالى ( مكناهم ما لم نمكن لكم ) في سورة الأنعام .
و ( ما كانوا يحذرون ) هو زوال ملكهم بسبب رجل من بني إسرائيل حسبما أنذره بذلك الكهان .
ومعنى إراءتهم ذلك إراءتهم مقدماته وأسبابه