وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وضمير ( حياتنا ) مراد به جميع القوم الذي دعاهم رسولهم . فقولهم : ( نموت ونحيا ) معناه : يموت هؤلاء القوم ويحيا قوم بعدهم . ومعنى ( نحيا ) : نولد أي يموت من يموت ويولد من يولد أو المراد : يموت من يموت فلا يرجع ويحيا من لم يمت إلى أن يموت . والواو لا تفيد ترتيبا بين معطوفها والمعطوف عليه . وعقبوه بالعطف في قوله ( وما نحن بمبعوثين ) أي لا نحيا حياة بعد الموت .
وهو عطف على جملة ( نموت ونحيا ) باعتبار اشتمالها على إثبات حياة عاجلة وموت فإن الاقتصار على الأمرين مفيد للانحصار في المقام الخطابي مع قرينة قوله ( إن هي إلا حياتنا الدنيا ) . وأفاد صوغ الخبر في الجملة الاسمية تقوية مدلولة وتحقيقه .
ثم جاءت جملة ( إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا ) نتيجة عقب الاستدلال فجاءت مستأنفة لأنها مستقلة على ما تقدمها فهي تصريح بما كني عنه آنفا في قوله ( ما هذا إلا بشر مثلكم ) وما بعده من تكذيب دعوته فاستخلصوا من ذلك أن حاله منحصر في أنه كاذب على الله فيما ادعاه من الإرسال . وضمير ( إن هو ) عائد إلى اسم الإشارة من قوله ( ما هذا إلا بشر مثلكم ) .
فجملة ( افترى على الله كذبا ) صفة ل ( رجل ) وهي منصب الحصر فهو من قصر الموصوف على الصفة قصر قلب إضافيا أي لا كما يزعم أنه مرسل من الله .
وإنما أجروا عليه أنه رجل متابعة لوصفه بالبشرية في قولهم ( ما هذا إلا بشر مثلكم ) تقريرا لدليل المماثلة المنافية للرسالة في زعمهم أي زيادة على كونه رجلا مثلهم فهو رجل كاذب .
والافتراء : الاختلاق . وهو الكذب الذي لا شبهة فيه للمخبر . وتقدم عند قوله تعالى ( ولكن الذين كفرا يفترون على الله الكذب ) في سورة المائدة .
وإنما صرحوا بأنهم لا يؤمنون به مع دلالة نسبته إلى الكذب على أنهم لا يؤمنون به إعلانا بالتبري من أن ينخدعوا لما دعاهم إليه وهو مقتضى حال خطاب العامة .
والقول في إفادة الجملة الاسمية التقوية كالقول في ( وما نحن بمبعوثين ) .
( قال رب انصرني بما كذبون [ 40 ] قال عما قليل ليصبحن نادمين [ 41 ] ) استئناف بياني لأن ما حكي من صد الملإ الناس عند اتباعه وإشاعتهم عنه أنه مفتر على الله وتلفيقهم الحجج الباطلة على ذلك مما يثير سؤال سائل عما كان من شأنه وشأنهم بعد ذلك فيجاب بأنه توجه إلى الله الذي أرسله بالدعاء بأن ينصره عليهم . وتقدم القول في نظيره آنفا في قصة نوح .
وجاء جواب دعاء هذا الرسول غير معطوف لأنه جرى على أسلوب حكاية المحاورات الذي بيناه في مواضع منها قوله ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ) في سورة البقرة .
و ( عما قليل ) أفاد ( عن ) المجاوزة أي مجاوزة معنى متعلقها الاسم المجرور بها . ويكثر أن تفيد مجاوزة معنى متعلقها الاسم المجرور بها فينشأ منها معنى ( بعد ) نحو ( لتركبن طبقا عن طبق ) فيقال : إنها تجيء بمعنى ( بعد ) كما ذكره النحاة وهم جروا على الظاهر وتفسير المعنى إذ لا يكون حرف بمعنى اسم فإن معاني الحروف ناقصة ومعاني الأسماء تامة . فمعنى ( عما قليل ليصبحن نادمين ) : أن إصباحهم نادمين يتجاوز زمنا قليل أي من زمان التكلم وهو تجاوز مجازي بحرف ( عن ) مستعار لمعنى ( بعد ) استعارة تبعية .
و ( ما ) زائدة للتوكيد .
و ( قليل ) صفة لموصوف محذوف دل عليه السياق أو فعل الإصباح الذي هو من أفعال الزمن فوعد الله هذا الرسول نصرا عاجلا .
وندمهم يكون عند رؤية مبدأ الاستئصال ولا ينفعهم ندمهم بعد حلول العذاب .
والإصباح هنا مراد به زمن الصباح لا معنى الصيرورة بدليل قوله في سورة الحجر ( فأخذتهم الصيحة مصبحين ) .
( فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلنهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين [ 41 ] تقتضي الفاء تعجيل إجابة دعوة رسولهم .
والأخذ مستعار للإهلاك .
والصيحة : صوت الصاعقة وهذا يرجع أو يعين أن يكون هؤلاء القرن هم ثمود قال تعالى ( فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ) وقال في شأنهم في سورة الحجر ( فأخذتهم الصيحة مصبحين ) .
وإسناد الأخذ إلى الصيحة مجاز عقلي لأن الصيحة سبب الأخذ أو مقارنة سببه فإنها تحصل من تمزق كرة الهواء عند نزول الصاعقة .
والباء في ( بالحق ) للملابسة أي أخذتهم أخذا ملابسا للحق أي لا اعتداء فيه عليهم لأنهم استحقوه بظلمهم .
A E