وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أصل الزكاة أنها اسم مصدر ( زكى ) المشدد إذا طهر النفس من المذمات . ثم أطلقت على إنفاق المال لوجه الله مجازا لأن القصد من ذلك المال تزكية النفس أو لأن ذلك يزيد في مال المعطي . فأطلق اسم المسبب على السبب .
وأصله قوله تعالى ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) . وأطلقت على نفس المال المنفق من إطلاق اسم المصدر على المفعول لأنه A E حاصل به وهو المتعين هنا بقرينة تعليقه ب ( فاعلون ) المقتضي أن الزكاة مفعول . وأما المصدر المتعين فلا يكون مفعولا به لفعل من مادة ( ف . ع . ل ) لان صوغ الفعل من مادة ذلك المصدر يغني الإتيان بفعل مبهم ونصب مصدره على المفعولية به . فلو قال أحد : فعلت مشيا إذا أراد أن يقول : مشيت كان خارجا عن تركيب العربية ولو كان مفيدا . ولو قال أحد : فعلت مما تريده لصح التركيب قال تعالى ( من فعل هذا بآلهتنا ) أي هذا المشاهد من الكسر والحطم أي هذا الحاصل بالمصدر . وليس المراد المصدر لأنه لا يشار إليه ولا سيما بعد غيبة فاعله .
والمراد بالفعل هنا الفعل المناسب لهذا المفعول وهو الإيتاء فهو كقوله ( ويؤتون الزكاة ) فلا حاجة إلى تقدير أداء الزكاة .
وإنما أوثر هنا الاسم الأعم وهو ( فاعلون ) لأن مادة ( ف . ع . ل ) مشتهرة في إسداء المعروف . واشتق منها الفعال بفتح الفاء قال محمد بن بشير الخارجي : .
إن تنفق المال أو تكلف مساعيه ... يشقق عليك وتفعل دون ما فعلا وعلى هذا الاعتبار جاء ما نسب إلى أمية بن أبي الصلت : .
المطعمون الطعام في السنة الغاز ... ثمة والفاعلون للزكوات أنشده في الكشاف . وفي نفسي من صحة نسبته تردد لأني أحسب استعمال الزكاة في معنى المال المبذول لوجه الله إلا من مصطلحات القرآن فلعل اللبيب مما نحل من الشعر على ألسنة الشعراء . قال ابن قتيبة في كتاب الشعر والشعراء " وعلماؤنا لا يرون شعر أمية حجة على الكتاب " .
واللام على هذا الوجه لام التقوية لضعف العامل بالفرعية وبالتأخير عن معموله .
وقال أبو مسلم والراغب : اللام للتعليل وجعلا الزكاة تزكية النفس . ومعنى ( فاعلون ) فاعلون الأفعال الصالحات فحذف معمول ( فاعلون ) بدلالة علته عليه .
وفي الكشاف أن الزكاة هنا مصدر وهو فعل المزكي أي إعطاء الزكاة وهو الذي يحسن أن يتعلق ب ( فاعلون ) لأنه ما من مصدر إلا ويعبر عن معناه بمادة فعل فيقال للضارب : فاعل الضرب وللقاتل : فاعل القتل . وإنما حاول بذلك إقامة تفسير الآية فغلب جانب الصناعة اللفظية على جانب المعنى وجوز الوجه الآخر على شرط تقدير مضاف وكلا الاعتبارين غير ملتزم .
وعقب ذكر الصلاة بذكر الزكاة لكثرة التآخي بينهما في آيات القرآن وإنما فصل بينهما هنا بالإعراض عن اللغو للمناسبة التي سمعت آنفا .
وهذا من آداب المعاملة مع طبقة أهل الخصاصة وهي ترجع إلى آداب التصرف في المال . والقول في إعادة الموصول وتقديم المعمول كما تقدم آنفا .
( والذين هم لفروجهم حافظون [ 5 ] إلا على أزوجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين [ 6 ] فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون [ 7 ] ) الحفظ : الصيانة والإمساك . وحفظ الفرج معلوم أي عن الوطء . والاستثناء في قوله ( إلا على أزواجهم ) الخ استثناء من عموم متعلقات الحفظ التي دل عليها حرف ( على ) أي حافظونها على كل ما يحفظ عليه إلا المتعلق الذي هو أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فضمن ( حافظون ) معنى عدم البذل يقال : احفظ علي عنان فرسي كما يقال : أمسك علي كما في آية ( أمسك عليك زوجك ) . والمراد حل الصنفين من بين بقية أصناف النساء . وهذا مجمل تبينه تفاصيل الأحكام في عدد الزوجات وما يحل منهن بمفرده أو الجمع بينه .
وتفاصيل الأحوال من حال حل الانتفاع أو حال عدة فذلك كله معلوم للمخاطبين . وكذلك في الإماء .
والتعبير عن الإماء باسم ( ما ) الموصولة الغالب استعمالها لغير العاقل جرى على خلاف الغالب وهو استعمال كثير لاحتاج معه إلى تأويل