وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد أراهم الله مخائل العذاب لعلهم يقلعون عن العناد فأصروا على إشراكهم بما ألقى الشيطان في عقولهم .
A E وذكروا بأنهم يقرون إذا سئلوا بأن الله مفرد بالربوبية ولا يجرون على مقتضى إقرارهم أنهم سيندمون على الكفر عندما يحضرهم الموت وفي يوم القيامة .
وبأنهم عرفوا الرسول وخبروا صدقه وأمانته ونصحه المجرد عن طلب المنفعة لنفسه الإ ثواب الله فلا عذر لهم بحال في إشراكهم وتكذيبهم الرسالة ولكنهم متبعون أهواءهم معرضون عن الحق .
وما تخلل ذلك من جوامع الكلم .
وختمت بأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يغض عن سوء معاملتهم ويدفعها بالتي هي أحسن ويسأل المغفرة للمؤمنين وذلك هو الفلاح الذي ابتدئت به السورة .
( قد أفلح المؤمنون [ 1 ] ) افتتاح بديع لأنه من جوامع الكلم فإن الفلاح غاية كل ساع إلى عمله فالإخبار بفلاح المؤمنين دون ذكر متعلق بفعل الفلاح يقتضي في المقام الخطابي تعميم ما به الفلاح المطلوب فكأنه قيل : قد أفلح المؤمنون في كل ما رغبوا فيه .
ولما كانت همة المؤمنين منصرفة إلى تمكن الإيمان والعمل الصالح من نفوسهم كان ذلك إعلاما بأنهم نجحوا فيما تعلقت به هممهم من خير الآخرة وللحق من خير الدنيا ويتضمن بشارة برضى الله عنهم ووعدا بأن الله مكمل لهم مايتطلبونه من خير .
وأكد هذا الخبر بحرف ( قد ) الذي إذا دخل على الفعل الماضي أفاد التحقيق أي التوكيد . فحرف ( قد ) في الجملة الفعلية يفيد مفاد ( إن واللام ) في الجملة الاسمية أي يفيد توكيدا قويا .
ووجه التوكيد هنا أن المؤمنين كانوا مؤملين مثل هذه البشارة فيما سبق لهم من رجاء فلاحهم كالذي في قوله ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) فكانوا لا يعرفون تحقق أنهم أتوا بما أرضى ربهم ويخافون أن يكونوا فرطوا في أسبابه وما علق عليه وعده إياهم بله أن يعرفوا اقتراب ذلك فلما أخبروا بأن ما ترجوه قد حصل حقق لهم بحرف التحقيق وبفعل المضي المستعمل في معنى التحقق . فالإتيان بحرف التحقيق لتنزيل ترقبهم إياه لفرط الرغبة والانتظار منزلة الشك في حصوله . ولعل منه : قد قامت الصلاة إشارة إلى رغبة المصلين في حلول وقت الصلاة وقد قال النبي A : " أرحنا بها يا بلال " وشأن المؤمنين التشوق إلى عبادتهم كما يشاهد في تشوق كثير إلى قيام رمضان .
وحذف المتعلق للإشارة إلى أنهم أفلحوا فلاحا كاملا .
والفلاح : الظفر بالمطلوب من عمل العامل . وقد تقدم في أول البقرة . ونيط الفلاح بوصف الإيمان للإشارة إلى أنه السبب الأعظم في الفلاح فإن الإيمان وصف جامع للكمال لتفرع جميع الكمالات عليه .
( الذين هم في صلاتهم خاشعون [ 2 ] ) إجراء الصفات على ( المؤمنون ) بالتعريف بطريق الموصول وبتكريره للإيماء إلى وجه فلاحهم وعلته أي أن كل خصلة من هاته الخصال هي من أسباب فلاحهم . وهذا يقتضي أن كل خصلة من هذه الخصال سبب للفلاح لأنه لم يقصد أن سبب فلاحهم مجموع الخصال المعدودة هنا فإن الفلاح لا يتم إلا بخصال أخرى مما هو مرجع التقوى ولكن لما كانت كل خصلة من هذه الخصال تنبئ عن رسوخ الإيمان من صاحبها اعتبرت لذلك سببا للفلاح كما كانت أضدادها كذلك في قوله تعالى ( ماسلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين ) على أن ذكر عدة أشياء لا يقتضي الاقتصار عليها في الغرض المذكور .
والخشوع تقدم في قوله تعالى ( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) في سورة البقرة وفي قوله ( وكانوا لنا خاشعين ) في سورة الأنبياء . وهو خوف يوجب تعظيم المخوف منه ولاشك أن الخشوع أي الخشوع لله يقتضي التقوى فهو سبب فلاح