وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وسماها هنا ( شجرة الخلد ) بالإجمال للتشويق إلى تعيينها حتى يقبل عليها ثم عينها له عقب ذلك بما أنبا به قوله تعالى ( فأكلا منها ) .
وقد أفصح هذا عن استقرار محبة الحياة في جبلة البشر .
والملك : التحرر من حكم الغير وهو يوهم آدم أنه يصير هو المالك للجنة المتصرف فيها غير مأمور لآمر .
واستعمل البلى مجازا في الانتهاء لأن الثوب إذا بلي فقد انتهى لبسه .
( فأكلا منها فبدت لهما سوءتهما وطفقا يخصفن عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى [ 121 ] ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى [ 122 ] ) تفريع على ما قبله وثم جملة محذوفة دل عليها العرض أي فعمل آدم بوسوسة الشيطان فأكل من الشجرة وأكلت حواء معه .
واقتصار الشيطان على التسويل لآدم وهو يريد أن يأكل آدم وحواء لعلمه بأن اقتداء المرأة بزوجها مركوز في الجبلة . وتقدم معنى ( فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) في سورة الأعراف .
وقوله ( وعصى آدم ربه ) عطف على ( فأكلا منها ) أي أكلا معا وتعمد آدم مخالفة نهي الله تعالى إياه عن الأكل من تلك الشجرة وإثبات العصيان لآدم دون زوجه يدل على أن آدم كان قدوة لزوجه فلما أكل من الشجرة تبعته زوجه . وفي هذا المعنى قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) .
والغوايه : ضد الرشد فهي عمل فاسد أو اعتقاد باطل . وإثبات العصيان لآدم دليل على أنه لم يكن يومئذ نبيا . ولأنه كان في عالم غير عالم التكليف وكانت الغواية كذلك فالعصيان والغواية يومئذ : الخروج عن الامتثال في التربية كعصيان بعض العائلة أمر كبيرها وإنما كان شنيعا لأنه عصيان أمر الله .
وليس في هذه الآية مستند لتجويز المعصية على الأنبياء ولا لمنعها لأن ذلك العالم لم يكن عالم تكليف .
وجملة ( ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) معترضة بين جملة ( وعصى آدم ) وجملة ( قال اهبطا منها جميعا ) لأن الاجتباء والتوبة عليه كانا بعد أن عوقب آدم وزوجه بالخروج من الجنة كما في سورة البقرة وهو المناسب لترتب الإخراج من الجنة على المعصية دون أن يترتب على التوبة .
وفائدة هذا الاعتراض التعجيل ببيان مآل آدم إلى صلاح .
والاجتباء : الاصطفاء . وتقدم عند قوله تعالى ( واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ) في الأنعام وقوله ( اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم ) في النحل .
والهداية : الإرشاد إلى النفع . والمراد بها إذا ذكرت مع الاجتباء في القرآن النبوءة كما في هذه الآيات الثلاث .
( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ) استئناف بياني لأن الإخبار عن آدم بالعصيان والغواية يثير في نفس السامع سؤالا عن جزاء ذلك . وضمير ( قال ) عائد إلى ( ربه ) من قوله ( وعصى آدم ربه ) . والخطاب لآدم وإبليس .
والأمر في ( اهبطا ) أمر تكوين لأنهما عاجزان عن الهبوط إلى الأرض بتكوين من الله إذ كان قرارهما في عالم الجنة بتكوينه تعالى .
A E و ( جميعا ) يظهر أنه اسم لمعنى كل أفراد ما يوصف ( بجميع ) وكأنه اسم مفرد يدل على التعدد مثل : فريق ولذلك يستوي فيه المذكر وغيره والواحد وغيره قال تعالى ( فكيدوني جميعا ) . ونصبه على الحال . وهو هنا حال من ضمير ( اهبطا ) .
وجملة ( بعضكم لبعض عدو ) حال ثانية من ضمير ( اهبطا ) . فالمأمور بالهبوط من الجنة آدم وإبليس وأما حواء فتبع لزوجها .
والخطاب في قوله ( بعضكم ) خطاب لآدم وإبليس . وخوطبا بضمير الجمع لأنه أريد عداوة نسليهما فإنهما أصلان لنوعين نوع الإنسان ونوع الشيطان .
( فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى [ 123 ] ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى [ 124 ] قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا [ 125 ] قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى [ 126 ] وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى [ 127 ] )