وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ ابن جماز عن أبي جعفر ( لنحرقنه ) " بضم النون الأولى وبإسكان الحاء وتخفيف الراء " . وقرأه ابن وردان عن أبي جعفر " بفتح النون الأولى وإسكان الحاء وضم الراء " لأنه يقال : أحرقه وحرقه .
والنسف : تفريق وإذراء لأجزاء شيء صلب كالبناء والتراب . وأراد باليم البحر الأحمر المسمى بحر القلزم والمسمى في التوراة : بحر سوف وكانوا نازلين حينئذ على ساحله في سفح الطور .
وثم " للتراخي الرتبي لأن نسف العجل أشد في إعدامه من تحريقه وأذل له .
وأكد ( ننسفنه ) بالمفعول المطلق إشارة إلى أنه لا يتردد في ذلك ولا يخشى غضبه كما يزعمون أنه إله .
( إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما [ 98 ] ) هذه الجملة من حكاية كلام موسى " عليه السلام " فموقعها موقع التذييل لوعظه . وقد التفت من خطاب السامري إلى خطاب الأمة إعراضا عن خطابه تحقيرا له وقصدا لتبينهم على خطئهم وتعليمهم صفات الإله الحق واقتصر منها على الوحدانية وعموم العلم لأن الوحدانية تجمع جميع الصفات كما قرر في دلالة كلمة التوحيد عليها في كتب علم الكلام .
وأما عموم العلم فهو إشارة إلى علم الله تعالى بجميع الكائنات الشاملة لأعمالهم ليرقبوه في خاصتهم .
واستعير فعل ( وسع ) لمعنى الإحاطة التامة لأن الإناء الواسع يحيط بأكثر أشياء مما هو دونه .
وانتصب ( علما ) على أنه تمييز نسبة السعة إلى الله تعالى فيؤول المعنى : وسع علمه كل شيء أي لا يقتصر عن الاطلاع على أخفى الأشياء كما أفاد لفظ ( كل ) المفيد للعموم . وتقدم قريب منه عند قوله ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) في سورة البقرة .
( كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا [ 99 ] من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا [ 100 ] خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا [ 101 ] ) جملة مستأنفة تذييلية أفادت التنويه بقصة رسالة موسى وما عقبها من الأعمال التي مع بني إسرائيل ابتداء من قوله ( وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا ) أي مثل القصص نقص عليك من أنباء القرون الماضية .
A E والإشارة راجعة إلى القصة المذكورة .
والمراد بقوله ( نقص ) قصصنا وإنما صيغ المضارع لاستحضار الحالة الحسنة في ذلك القصص .
والتشبيه راجع إلى تشبيهها بنفسها كناية عن كونها إذا أريد تشبيهها وتقريبها بما هو أعرف منها في بابها لم يجد مريد ذلك طريقا لنفسه في التشبيه إلا أن يشبهها بنفسها لأنها لا يفوقها غيرها في بابها حتى تقرب به على نحو ما تقدم في قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) في سورة البقرة ونظائره كثيرة في القرآن .
و ( من ) في قوله ( من أنباء ما قد سبق ) تبعيضية وهي صفة لمحذوف تقديره : قصصا من أنباء ما قد سبق . ولك أن تجعل " من " اسما بمعنى بعض فتكون مفعول ( نقص ) .
والأنباء : الأخبار . و ( ما ) الموصولة ما صدقها الأزمان لأن الأخبار تضاف إلى أزمانها كقولهم : أخبار أيام العرب والقرون الوسطى . وهي كلها من حقها في الموصولية أن تعرف ب ( ما ) الغالبة في غير العاقل . ومعلوم أن المقصود ما فيها من أحوال الأمم فلو عرفت ب ( من ) الغالبة في العقلاء لصح ذلك وكل ذلك واسع .
وقوله ( وقد آتيناك من لدنا ذكرا ) إيماء إلى أن ما يقص من أخبار الأمم ليس المقصود به قطع حصة الزمان ولا إيناس السامعين بالحديث إنما المقصود منه العبرة والتذكرة وإيقاظ لبصائر المشركين من العرب إلى موضع الاعتبار من هذه القصة وهو إعراض الأمة عن هدي رسولها وانصياعها إلى تضليل المضللين من بينها . فللإيماء إلى هذا قال تعالى ( وقد آتيناك من لدنا ذكرا من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين فيه )