وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإتيان : الوصول والحلول أي فحلا عنده لأن الإتيان اثر الذهاب المأمور به الخطاب السابق وكانا قد اقتربا من مكان فرعون لأنهما في مدينته فلذا أمرا بإتيانه ودعوته . وجاءت تثنية رسول على الأصل في مطابقة الوصف الذي يجرى عليه في الإفراد وغيره .
وفعول الذي بمعنى مفعول تجوز فيه المطابقة كقولهم ناقة طروقة الفحل وعدم المطابقة كقولهم : وحشية خلوج أي اختلج ولدها . وجاء الوجهان في نحو ( رسول ) وهما وجهان مستويان . ومن مجيئه غير مطابق قوله تعالى في سورة الشعراء ( فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين ) وسيجيء تحقيق ذلك هنالك إن شاء الله .
وأدخل فاء التفريع على طلب إطلاق بني إسرائيل لأنه جعل طلب إطلاقهم كالمستقر المعلوم عند فرعون إما لأنه سبقت إشاعة عزمها على الحضور عند فرعون لذلك المطلب وإما لأنه جعله لأهميته كالمقرر . وتفريع ذلك على كونهما مرسلين من الله ظاهر لأن المرسل من الله تجب طاعته .
وخصا الرب بالإضافة إلى ضمير فرعون قصدا لأقصى الدعوة لأن كون الله ربهما معلوم من قولهما ( إنا رسولا ربك ) وكونه رب الناس معلوم بالأحرى لأن فرعون علمهم أنه هو الرب .
والتعذيب الذي سألاه الكف عنه هو ما كان فرعون يسخر له بني إسرائيل من الأعمال الشاقة في الخدمة لأنه كان يعد بني إسرائيل كالعبيد والخول جزاء إحلالهم بأرضه .
وجملة ( قد جئناك بآية من ربك ) فيها بيان لجملة ( إنا رسولا ربك ) فكانت الأولى إجمالا والثانية بيانا . وفيها معنى التعليل لتحقيق كونهما مرسلين من الله بما يظهره الله على يد أحدهما من دلائل الصدق . وكلا الغرضين يوجب فصل الجملة عن التي قبلها .
واقتصر على أنهما مصاحبان لآية إظهارا لكونهما مستعدين لإظهار الآية إذا أراد فرعون ذلك فأما إن آمن بدون احتياج إلى إظهار الآية يكن إيمانه أكمل ولذلك حكي في سورة الأعراف قول فرعون ( قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين ) وهذه الآية هي انقلاب العصا حية وقد تبعها آيات أخرى . والاقتصار على طلب إطلاق بني إسرائيل يدل على أن موسى أرسل لإنقاذ بني إسرائيل وتكوين أمة مستقلة بأن يبث فيهم الشريعة المصلحة لهم والمقيمة لاستقلالهم وسلطانهم ولم يرسل لخطاب القبط بالشريعة ومع ذلك دعا فرعون وقومه إلى التوحيد لأنه يجب عليه تغيير النكر الذي هو بين ظهرانيه .
وأيضا لأن ذلك وسيلة إلى إجابته طلب إطلاق بني إسرائيل . وهذا يؤخذ مما في هذه الآية وما في آية سورة الإسراء وما في آية سورة النازعات والآيات الأخرى .
والسلام : السلامة والإكرام . وليس المراد به هنا التحية إذ ليس شم معين يقصد التحية . ولا يراد تحية فرعون لأنهما إنما تكون في ابتداء المواجهة لا في أثناء الكلام وهذا كقول النبي A في كتابه إلى هرقل وغيره : " أسلم تسلم " .
و ( على ) للتمكن أي سلامة من اتبع الهدى ثابتة لهم دون ريب . وهذا احتراس ومقدمة للإنذار الذي في قوله ( إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ) فقوله ( والسلام على من اتبع الهدى ) تعريض بأن يطلب فرعون الهدى الذي جاء به موسى ( عليه السلام ) .
وقوله ( إنا قد أوحي إلينا ) تعريض لإنذاره على التكذيب فقبل حصوله منه لتبليغ الرسالة على أتم وجه قبل ظهور لرأي فرعون في ذلك حتى لا يجابهه بعد ظهور رأيه بتصريح توجيه الإنذار إليه . وهذا أسلوب القول اللين الذي أمرهما الله به . وتعريف ( العذاب ) تعريف الجنس فالمعرف بمنزلة النكرة كأنه قيل : إن عذابا على من كذب .
وإطلاق السلام والعذاب دون تقيد بالدنيا أو الآخرة تعميم للبشرة والنذارة قال تعالى في سورة النازعات ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ) .
وهذا كله كلام الله الذي أمرهما بتبليغه إلى فرعون كما يدل لذلك تعقيبه بقوله تعالى ( قال فمن ربكما يا موسى ) على أسلوب حكاية المحاورات . وما ذكر من أول القصة إلى هنا لم يتقدم في السور الماضية .
A E ( قال فمن ربكما يا موسى [ 49 ] قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى [ 50 ] )