وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والأكثر أن تكون عقب آخر الكلام المبطل بها وقد تقدم على الكلام المبطل للاهتمام بالإبطال وتعجيله والتشويق إلى سماع الكلام الذي سيرد بعدها كما في قوله تعالى ( كلا والقمر والليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر ) على أحد تأويلين . وأما فيها من معنى الإبطال كانت في معنى النفي فهي نقيض " إي " و " أجل " ونحوهما من أحرف الجواب بتقدير الكلام السابق .
والمعنى : لا يقع ما حكى عنه من زعمه ولا من غروره . والغالب أن تكون متبعة بكلام بعدها فلا يعهد في كلام العرب أن يقول قائل في رد كلام : كلا ويسكت .
ولكونها حرف ردع أفادت معنى تاما يحسن السكوت عليه . فلذلك جاز الوقت عليها عند الجمهور . ومنع المبرد الوقف عليها بناء على أنها لابد أن تتبع بكلام وقال الفراء : مواقعها أربعة .
موقع يحسن الوقف عليها والابتداء بها كما في هذه الآية .
موقع يحسن الوقف عليها ولا يحسن الابتداء بها كقوله ( فأخاف أن يقتلون قال كلا فاذهبا ) .
وموقع يحسن فيه الابتداء بها ولا يحسن الوقف عليها كقوله تعالى ( كلا إنها تذكرة ) .
موقع لا يحسن فيه شيء من الأمرين كقوله تعالى ( ثم كلا سوف تعلمون ) .
وكلام الفراء يبين أن الخلاف بين الجمهور وبين المبرد لفضي لأن الوقف أعم من السكوت التام .
وحرف النفيس في قوله ( سنكتب ) لتحقيق أن ذلك واقع لا محالة كقوله تعالى ( قال سوف استغفر لكم ربي ) .
والمد في العذاب : الزيادة منه كقوله ( فليمدد له الرحمن مدا ) .
و ( ما يقول ) في الموضعين إيجاز لأنه لو حكي كلامه لطال . وهذا كقوله تعالى ( قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم ) . أي وبقربان تأكله النار . أي ما قاله من الإلحاد والتهكم بالإسلام . وما قاله من المال والولد أي سنكتب جزاءه ونهلكه فنرثه ما سماه من المال والولد أي نرث أعيان ما ذكر أسماءه إذ لا يعقل أن يورث عنه قوله وكلامه . ف ( ما يقول ) بدل اشتمال من ضمير النصب في ( نرثه ) إذ التقدير : ونرث ولده وماله .
والإرث : مستعمل مجازا في السلب والأخذ أو كناية عن لازمه وهو الهلاك . والمقصود : تذكيره بالموت أو تهديده بقرب هلاكه .
ومعنى إرث أولاده أنهم يصيرون مسلمين فيدخلون في حزب الله فإن العاصي ولد عمرا الصحابي الجليل وهشاما الصحابي الشهيد يوم أجنادين فهنا بشارة للنبي A ونكاية وكمد للعاصي بن وائل .
والفرد : الذي ليس معه ما يصير به عددا إشارة إلى أنه يحشر كافرا وحده دون ولده ولا مال له . و ( فردا ) حال .
( واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا [ 81 ] كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا [ 82 ] ) عطف على جملة ( ويقول الإنسان أإذا ما مت ) فضمير ( اتخذوا ) عائد إلى الذين أشركوا لأن الكلام جرى على بعض منهم .
والاتخاذ : جعل الشخص الشيء لنفسه فجعل الاتخاذ هنا الاعتقاد والعبادة . وفي فعل الاتخاذ إيماء إلى أن عقيدتهم في تلك الآلهة شيء مصطلح عليه مختلق لم يأمر الله به كما قال تعالى عن إبراهيم ( قال أتعبدون ما تنحتون ) .
وفي قوله ( من دون الله ) إيماء إلى أن الحق يقتضي أن يتخذوا الله إلها إذ بذلك تقرر الاعتقاد الحق من مبدأ الخليقة وعليه دلت العقول الراجحة .
ومعنى ( ليكونوا لهم عزا ) ليكونوا معزين لهم أي ناصرين فأخبر عن الآلهة بالمصدر لتصوير اعتقاد المشركين في آلهتهم أنهم نفس العز أي أن مجرد الانتماء لها يكسبهم عزا .
وأجرى على الآلهة ضمير العاقل لأن المشركين الذين اتخذوهم توهموهم عقلاء مدبرين .
والضميران في قوله ( سيكفرون ويكونون ) يجوز أن يكونا عائدين إلى آلهة أي سينكر الآلهة عبادة المشركين إياهم فعبر عن الجحود والإنكار بالكفر وستكون الآلهة ذلا ضد العز .
والأظهر أن ضمير ( سيكفرون ) عائد إلى المشركين أي سيكفر المشركون بعبادة الآلهة فيكون مقابل قوله ( واتخذوا من دون الله آلهة ) . وفيه تمام المقابلة أي بعد أن تكلفوا جعلهم آلهة لهم سيكفرون بعبادتهم فالتعبير بفعل ( سيكفرون ) يرجح هذا الحمل لأن الكفر شائع في الإنكار الاعتقادي لا في مطلق الجحود وأن ضمير ( يكونون ) للآلهة وفيه تشتيت الضمائر . ولا ضير في ذلك إذ كان السياق يرجع كلا إلى ما يناسبه كقول عباس بن مرداس :