وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكذلك عطف بروره بوالديه على كونه تقيا للدلالة على تمكنه من هذا الوصف .
A E والبرور : الإكرام والسعي في الطاعة . والبر بفتح الباء وصف على وزن المصدر فالوصف به مبالغة . وأما البر بكسر الباء فهو اسم مصدر لعدم جريه على القياس .
والجبار : المستخف بحقوق الناس كأنه مشتق من الجبر وهو القسر والغصب لأنه يغصب حقوق الناس .
والعصي : فعيل من أمثلة المبالغة أي شديد العصيان . والمبالغة منصرفة إلى النفي لا إلى المنفي أي لم يكن عاصيا بالمرة .
( وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا [ 15 ] ) الأظهر أنه عطف على " وآتيناه الحكم صبيا " مخاطبا به المسلمون ليعلموا كرامة يحيى عند الله .
والسلام : اسم الكلام الذي يفاتح به الزائر والراحل فيه ثناء أو دعاء . وسمي ذلك سلاما لأنه يشتمل على الدعاء بالسلامة ولأنه يؤذن بأن الذي أقدم هو عليه مسالم له لا يخشى منه بأسا . فالمراد هنا سلام من الله عليه وهو ثناء الله عليه كقوله ( سلام قولا من رب رحيم ) . فإذا عرف السلام باللام فالمراد به مثل المراد بالمنكر أو مراد به العهد أي سلام إليه كما سيأتي في السلام على عيسى . فالمعنى : أن إكرام الله متمكن من أحواله الثلاثة المذكورة .
وهذه الأحوال الثلاثة المذكورة هنا أحوال ابتداء أطوار : طور الورود على الدنيا . وطور الارتحال عنها وطور الورود على الآخرة . وهذا كناية على أنه بمحل العناية الإلهية في هذه الأحوال .
والمراد باليوم مطلق الزمان الواقع فيه تلك الأحوال .
وجيء بالفعل المضارع في ( ويوم يموت ) لاستحضار الحالة التي مات فيها . ولم تذكر قصة قتله في القرآن إلا إجمالا .
( واذكر في الكتب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا [ 16 ] فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا [ 17 ] قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا [ 18 ] قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا [ 19 ] قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا [ 20 ] قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا [ 21 ] ) جملة ( واذكر في الكتاب مريم ) عطف على جملة ( ذكر رحمة ربك ) عطف القصة على القصة فلا يراعى حسن اتحاد الجملتين في الخبرية والإنشائية على أن ذلك الاتحاد ليس بملتزم . على أنك علمت أن الأحسن أن يكون قوله ( ذكر رحمة ربك عبده زكريا ) مصدرا وقع بدلا من فعله .
والمراد بالذكر : التلاوة أي اتل خبر مريم الذي نقصه عليك .
وفي افتتاح القصة بهذا زيادة اهتمام بها وتشويق للسامع أن يتعرفها ويتدبرها .
والكتاب : القرآن لأن هذه القصة من جملة القرآن . وقد اختصت هذه السورة بزيادة كلمة ( في الكتاب ) بعد كلمة ( واذكر ) . وفائدة ذلك التنبيه إلى أن ذكر من أمر بذكرهم كائن بآيات القرآن وليس مجرد ذكر فضله في كلام آخر من قول النبي A كقوله " لو لبثت ما لبث يوسف في السجن لأجبت الداعي " .
ولم يأت مثل هذه الجملة في سورة أخرى لأنه قد حصل علم المراد في هذه السورة فعلم أنه المراد في بقية الآيات التي جاء فيها لفظ ( اذكر ) . ولعل سورة مريم هي أول سورة أتى فيها لفظ ( واذكر ) في قصص الأنبياء فإنها السورة الرابعة والأربعون في عدد نزول السور .
و ( إذ ) ظرف متعلق ب ( اذكر ) باعتبار تضمنه معنى القصة والخبر وليس متعلقا به في ظاهر معناه لعدم صحة المعنى .
ويجوز أن يكون ( إذ ) مجرد اسم زمان غير ظرف ويجعل بدلا من مريم أي اذكر زمن انتباذها مكانا شرقيا . وقد تقدم مثله في قوله ( ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه ) .
والانتباذ : الانفراد والاعتزال لأن النبذ : الإبعاد والطرح فالانتباذ في الأصل افتعال مطاوع نبذه تم أطلق على الفعل الحاصل بدون سبق فاعل له .
وانتصب ( مكانا ) على أنه مفعول ( انتبذت ) لتضمنه معنى " حلت " . ويجوز نصبه على الظرفية لما فيه من الإبهام . والمعنى : ابتعدت عن أهلها في مكان شرقي .
A E