وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واشتعل المبيض في مسودة ... مثل اشتعال النار في جزل الغضا ولكنه خليق بأن يكون مضرب قولهم في المثل : ماء ولا كصدي .
والشيب : بياض الشعر . ويعرض للشعر البياض بسبب نقصان المادة التي تعطي اللون الأصلي للشعر ونقصانها بسبب كبر السن غالبا فلذلك كان الشيب علامة على الكبر وقد يبيض الشعر من مرض .
وجملة ( ولم أكن بدعائك رب شقيا ) معترضة بين الجمل التمهيدية . والباء في قوله ( بدعائك ) للمصاحبة .
A E والشقي : الذي أصابته الشقوة وهي ضد السعادة أي هي الحرمان من المأمول وضلال السعي . وأطلق نفي الشقاوة والمراد حصول ضدها وهو السعادة على طريق الكناية إذ لا واسطة بينهما عرفا .
ومثل هذا التركيب جرى في كلامهم مجري المثل في حصول السعادة من شيء . ونظيره قوله تعالى في هذه السورة في قصة إبراهيم ( عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا ) أي عسى أن أكون سعيدا أي مستجاب الدعوة . وفي حديث أبي هريرة عن النبي A فيما يرويه عن ربه في شأن الذين يذكون الله ومن جالسهم " هم الجلساء لا يشقي بهم جليسهم " أي يسعد معهم . وقال بعض الشعراء لم نعرف اسمه وهو إسلامي : .
جليس قعقاع بن شور ... ولا يشقى بقعقاع جليس أي يسعد به جليسه .
والمعنى : لم أكن فيما دعوتك من قبل مردود منك أي أنه قد عهد من الله الاستجابة كلما دعاه .
وهذا تمهيد للإجابة من طريق غير طريق التمهيد الذي في الجمل المصاحبة له بل طريق الحث على استمرار جميل صنع الله معه وتوسل إليه بما سلف له معه من الاستجابة .
روي أن محتاجا سأل حاتما الطائي أو معن بن زائدة قائلا : " أنا الذي أحسنت إلي يوم كذا " فقال : " مرحبا بمن توسل بنا إلينا " .
وجملة ( وإني خفت الموالي من ورائي ) عطف على جملة ( واشتعل الرأس شيبا ) أي قاربت الوفاة وخفت الموالي من بعدي .
وما روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبي صالح عن النبي A مرسلا أنه قال : " يرحم الله زكريا ما كان عليه من وراثة ماله " فلعله خشي سوء معرفتهم بما يخلفه من الآثار الدينية والعلمية . وتلك أعلاق يعز على المؤمن تلاشيها ولذلك قال ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) فإن نفوس الأنبياء لا تطمح إلا لمعالي الأمور ومصالح الدين وما سوى ذلك فهو تبع .
فقوله ( يرثني ) يعني به وراثة ماله . ويؤيده ما أخرجه عبد الرزاق عن قتادة عن الحسن أن النبي A قال : يرحم الله زكريا ما كان عليه من وراثة ماله " .
والظواهر تؤذ ن بأن الأنبياء كانوا يورثون قال تعالى ( وورث سليمان داود ) . وأما قول النبي A : " نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة " فإنما يريد به رسول الله نفسه كما حمله عليه عمر في حديثه مع العباس وعلي في صحيح البخاري إذ قال عمر : " يريد رسول الله بذلك نفسه " . فيكون ذلك من خصوصيات محمد A فإن كان ذلك حكما سابقا كان مراد زكريا إرث آثار النبوة خاصة من الكتب المقدسة وتقاييده عليها .
والموالي : العصبة وأقرب القرابة جمع مولي بمعنى الولي .
ومعنى ( من ورائي ) من بعدي فإن الوراء يطلق ويراد به ما بعد الشيء . كما قال النابغة : .
" وليس وراء اله للمرء مطلب أي بعد الله . فمعنى ( من ورائي ) من بعد حياتي .
و ( من ورائي ) في موضع الصفة ل ( الموالي ) أو الحال .
وامرأة زكريا اسمها أليصابات من نسل هارون أخي موسى فهي من سبط لاوي .
والعاقر : الأنثى التي لا تلد فهو وصف خاص بالمرأة .
ولذلك جرد من علامة التأنيث إذ لا لبس . ومصدره : العقر بفتح العين وضمها مع سكون القاف . وأتى بفعل ( كان ) للدلالة على أن العقر متمكن منها وثابت لها فلذلك حرم من الولد منها .
ومعنى ( من لدنك ) أنه من عند الله عندية خاصة لأن المتكلم يعلم أن كل شيء من عند الله بتقديره وخلقه الأسباب ومسبباتها تبعا لخلقها فلما قال " من عندك " دل على أنه سأل وليا غير جار أمره على المعتاد من إيجاد الأولاد لانعدام الأسباب المعتادة فتكون هبته كرامة له .
ويتعلق ( لي ) و ( من لدنك ) بفعل ( هب ) . وإنما قدم ( لي ) على ( من لدنك ) لأنه الأهم من غرض الداعي وهو غرض خاص يقدم على الغرض العام .
و ( يرثني ) قرأه الجمهور بالرفع على الصفة ل ( وليا )