وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعنى الكفاية تولي الكافي مهم المكفي فالكافي هو متولي عمل عن غيره لأنه أقدر عليه أو لأنه يبتغي راحة المكفي . يقال : كفيت مهمك فيتعدى الفعل إلى مفعولين ثانيهما هو المهم المكفي منه . فالأصل أن يكون مصدرا فإذا كان اسم ذات فالمراد أحواله التي يدل عليها المقام فإذا قلت : كفيتك عدوك فالمراد : كفيتك بأسه وإذا قلت : كفيتك غريمك فالمراد : كفيتك مطالبته . فلما قال هنا ( كفيناك المستهزئين ) فهم أن المراد كفيناك الانتقام منهم وإراحتك من استهزائهم . وكانوا يستهزئون بصنوف من الاستهزاء كما تقدم .
ويأتي في آيات كثيرة من استهزائهم استهزاؤهم بأسماء سور القرآن مثل سورة العنكبوت وسورة البقرة كما في الإتقان في ذكر أسماء السور .
وعد من كبرائهم خمسة هم : الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والحارث بن عيطلة " ويقال ابن عيطل وهو اسم أمه دعي لها واسم أبيه قيس . وفي الكشاف والقرطبي أنه ابن الطلاطلة ومثله في القاموس وهي بضم الطاء الأولى وكسر الطاء الثانية " والعاصي بن وائل هلكوا بمكة متتابعين وكان هلاكهم العجيب المحكي في كتب السيرة صارفا أتباعهم عن الاستهزاء لانفراط عقدهم .
وقد يكون من أسباب كفايتهم زيادة الداخلين في الإسلام بحيث صار بأس المسلمين مخشيا ؛ وقد أسلم حمزة بن عبد المطلب Bه فاعتز به المسلمون ولم يبق من أذى المشركين إياهم إلا الاستهزاء ثم أسلم عمر ابن الخطاب " Bه " فخشيه سفهاء المشركين وكان إسلامه في حدود سنة خمس من البعثة .
ووصفهم ب ( الذين يجعلون مع الله إلها آخر ) للتشويه بحالهم ولتسلية الرسول A بأنهم ما اقتصروا على الافتراء عليه فقد افتروا على الله .
وصيغة المضارع في قوله تعالى ( يجعلون ) للإشارة إلى أنهم مستمرون على ذلك مجددون له .
وفرع على الأمرين الوعيد بقوله تعالى ( فسوف يعلمون ) . وحذف مفعول ( يعلمون ) لدلالة المقام عليه أي فسوف يعلمون جزاء بهتانهم .
( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون [ 97 ] فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين [ 98 ] واعبد ربك حتى يأتيك اليقين [ 99 ] ) لما كان الوعيد مؤذنا بإمهالهم قليلا كما قال تعالى ( ومهلهم قليلا ) كما دل عليه حرف التنفيس في قوله تعالى ( فسوف يعلمون ) طمأن الله نبيه A بأنه مطلع على تحرجه من أذاهم وبهتانهم من أقوال الشرك وأقوال الاستهزاء فأمره بالثبات والتفويض إلى ربه لأن الحكمة في إمهالهم ولذلك افتتحت الجملة بلام القسم وحرف التحقيق .
وليس المخاطب ممن يداخله الشك في خبر الله تعالى ولكن التحقيق كناية عن الاهتمام بالمخبر وأنه بمحل العناية من الله ؛ فالجملة معطوفة على جملة ( إنا كفيناك المستهزئين ) أو حال .
وضيق الصدر : مجاز عن كدر النفس . وقد تقدم في قوله تعالى ( وضائق به صدرك ) في سورة هود .
وفرع على جملة ( ولقد نعلم ) أمره بتسبيح الله تعالى وتنزيهه عما يقولونه من نسبة الشريك أي عليك بتنزيه ربك فلا يضرك شركهم . على أن التسبيح قد يستعمل في معناه الكنائي مع معناه الأصلي فيفيد الإنكار على المشركين فيما يقولون أي فاقتصر في دفعهم على إنكار كلامهم . وهذا مثل قوله تعالى ( قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ) .
والباء في ( بحمد ربك ) للمصاحبة . والتقدير : فسبح ربك بحمده ؛ فحذف من الأول لدلالة الثاني . وتسبح الله تنزيهه بقول : سبحان الله .
والأمر في ( وكن من الساجدين واعبد ربك ) مستعملان في طلب الدوام .
و ( من الساجدين ) أبلغ في الاتصاف بالسجود من ( ساجدا ) كما تقدم في قوله تعالى ( وكونوا مع الصادقين ) في سورة براءة وقوله ( قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) في سورة البقرة ونظائرهما .
والساجدون : هم المصلون . فالمعنى : ودم على الصلاة أنت ومن معك .
A E وليس هذا موضع سجدة من سجود التلاوة عند أحد من فقهاء المسلمين . وفي تفسير القرطبي عن أبي بكر النقاش أن أبا حذيفة " لعله يعني به أبا حذيفة اليمان ابن المغيرة البصري من أصحاب عكرمة وكان منكر الحديث " واليمان بن رثاب " كذا " رأياها سجدة تلاوة واجبة