وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وشمل حفظه الحفظ من التلاشي والحفظ من الزيادة والنقصان فيه بأن يسر تواتره وأسباب ذلك وسلمه من التبديل والتغيير حتى حفظته الأمة عن ظهور قلوبها من حياة النبي A فاستقر بين الأمة بمسمع من النبي A وصار حفاظه بالغين عدد التواتر في كل مصر .
وقد حكى عياض في المدارك : أن القاضي إسماعيل بن إسحاق بن حماد المالكي البصري سئل عن السر في تطرق التغيير للكتب السالفة وسلامة القرآن من طرق التغيير له . فأجاب بأن الله أوكل للأحبار حفظ كتبهم فقال : ( بما استحفظوا من كتاب الله ) وتولى حفظ القرآن بذاته تعالى فقال ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) قال أبو الحسن بن المنتاب ذكرت هذا الكلام للمحاملي فقال لي : لا أحسن من هذا الكلام .
وفي تفسير القرطبي في خبر رواه عن يحيى بن أكثم : أنه ذكر قصة إسلام رجل يهودي في زمن المأمون وحدث بها سفيان بن عيينة فقال سفيان : قال الله في التوراة والإنجيل ( بما استحفظوا من كتاب الله ) فجعل حفظه إليهم فضاع وقال عز وجل ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فحفظه الله تعالى علينا فلم يضع اه . ولعل هذا من توارد الخواطر .
وفي هذا مع التنويه بشأن القرآن إغاضة للمشركين بأن أمر هذا الدين سيتم وينتشر القرآن ويبقى على مر الأزمان . وهذا من التحدي ليكون هذا الكلام كالدليل على أن القرآن منزل من عند الله آية على صدق الرسول A لأنه لو كان من قول البشر أو لم يكن آية لتطرقت إليه الزيادة والنقصان ولاشتمل على الاختلاف قال تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) .
A E ( ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين [ 10 ] وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون [ 11 ] ) عطف على جملة ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) باعتبار أن تلك جواب عن استهزائهم في قولهم ( يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) فإن جملة ( إنا نحن نزلنا الذكر ) قول بموجب قولهم ( يا أيها الذي نزل عليه الذكر ) . وجملة ( ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين ) إبطال لاستهزائهم على طريقة التمثيل بنظرائهم من الأمم السالفة .
وفي هذا التنظير تحقيق لكفرهم لأن كفر أولئك السالفين مقر عند الأمم ومتحدث به بينهم .
وفيه أيضا تعريض بوعيد أمثالهم وإدماج بالكناية عن تسلية الرسول A .
والتأكيد بلام القسم و ( قد ) لتحقيق سبق الإرسال من الله مثل الإرسال الذي جحدوه واستعجبوه كقوله ( أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم ) . وذلك مقتضى موقع قوله ( من قبلك ) .
والشيع : جمع شيعة وهي الفرقة التي أمرها واحد وتقدم ذلك عند قوله تعالى ( أو يلبسكم شيعا ) في سورة الأنعام . ويأتي في قوله تعالى ( ثم لننزعن من كل شيعة ) في سورة مريم أي في أمم الأولين أي القرون الأولى فإن من الأمم من أرسل إليهم ومن الأمم من لم يرسل إليهم . فهذا وجه إضافة ( شيع ) إلى ( الأولين ) .
و ( كانوا به يستهزئون ) يدل على تكرر ذلك منهم وأنه سنتهم ف " كان " دلت على أنه سجية لهم والمضارع دل على تكرره منهم .
ومفعول ( أرسلنا ) محذوف دلت عليه صيغة الفعل أي رسلا ودل عليه قوله ( من رسول ) .
وتقديم المجرور على ( يستهزئون ) يفيد القصر للمبالغة لأنهم لما كانوا يكثرون الاستهزاء برسولهم وصار ذلك سجية لهم نزلوا منزلة من ليس له عمل إلا الاستهزاء بالرسول .
( كذلك نسلكه في قلوب المجرمين [ 12 ] لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين [ 13 ] ) استئناف بياني ناشئ عن سؤال يخطر ببال السامع لقوله ( وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ) فيتساءل كيف تواردت هذه الأمم على طريق واحد من الضلال فلم تفدهم دعوة الرسل " عليهم السلام " كما قال تعالى ( أتواصوا به بل هم قوم طاغون )