وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والجملة معطوفة بالواو عطف الإنشاء على الخبر .
والفاء في قوله ( فليتوكل المؤمنون ) رابطة لجملة ( فليتوكل المؤمنون ) بما أفاده تقديم المجرور من معنى الشرط الذي يدل عليه المقام . والتقدير : إن عجبتم من قلة اكتراثنا بتكذيبكم أيها الكافرون . وإن خشيتم هؤلاء المكذبين أيها المؤمنون فليتوكل المؤمنون على الله فإنهم لن يضيرهم عدوهم . وهذا كقوله تعالى ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) كما تقدم في سورة العقود .
والتوكل : الاعتماد وتفويض التدبير إلى الغير ثقة بأنه أعلم بما يصلح فالتوكل على الله تحقق أنه أعلم بما ينفع أولياءه من خير الدنيا والآخرة . وقد تقدم الكلام على التوكل عند قوله تعالى ( فإذا عزمت فتوكل على الله ) في سورة آل عمران .
وجملة ( وما لنا ألا نتوكل على الله ) استدلال على صدق رأيهم في تفويض أمرهم إلى الله لأنهم رأوا بوارق عنايته بهم إذ هداهم إلى طرائق النجاة والخير ومبادئ الأمور تدل على غاياتها .
وأضافوا السبل إلى ضميرهم للاختصار لأن أمور دينهم صارت معروفة لدى الجميع فجمعها قولهم ( سبلنا ) .
( وما لنا ألا نتوكل ) استفهام إنكاري لانتفاء توكلهم على الله أتوا به في صورة الإنكار بناء على ما هو معروف من استحماق الكفار إياهم في توكلهم على الله فجاءوا بإنكار نفي التوكل على الله . ومعنى ( وما لنا أن لا نتوكل ) ما ثبت لنا من عدم التوكل فاللام للاستحقاق .
وزادوهم قومهم تأييسا بالأذى فأقسموا على أن صبرهم على أذى قومهم سيستمر فصيغة الاستقبال المستفادة من المضارع المؤكد بنون التوكيد في ( لنصبرن ) دلت على أذى مستقبل . ودلت صيغة المضي المنتزع منها المصدر في قوله ( ما آذيتمونا ) على أذى مضى فحصل من ذلك معنى نصبر على أذى متوقع كما صبرنا على أذى مضى وهذا إيجاز بديع .
وجملة ( وعلى الله فليتوكل المتوكلون ) يحتمل أن تكون من بقية كلام الرسل فتكون تذييلا وتأكيد لجملة ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) فكانت تذييلا لما فيها من العموم الزائد في قوله ( المتوكلون ) على عموم ( فليتوكل المؤمنون ) وكانت تأكيدا لأن المؤمنون من جملة المتوكلين . والمعنى : من كان متوكلا في أمره على غيره فليتوكل على الله .
ويحتمل أن تكون من كلام الله تعالى فهي تذييل للقصة وتنويه بشأن المتوكلين على الله أي لا ينبني التوكل إلا عليه .
( وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين [ 13 ] ولنسكننكم الأرض من بعدهم ) A E تغيير أسلوب الحكاية بطريق الإظهار دون الإضمار يؤذن بأن المراد ب ( الذين كفروا ) هنا غير الكافرين الذين تقدمت الحكاية عنهم فإن الحكاية عنهم كانت بطريق الإضمار . فالظاهر عندي أن المراد ب ( الذين كفروا ) هنا كفار قريش على طريقة التوجيه . وأن المراد ب ( رسلهم ) الرسول محمد A أجريت على وصفه صيغة الجمع على طريقة قوله ( الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون ) في سورة غافر فإن المراد المشركون من أهل مكة كما هو مقتضى قوله ( فسوف يعملون ) وقوله ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ) إلى قوله ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ) فإن المراد بالرسل في الموضعين الأخيرين الرسول محمد A لأنه الرسول الذي أنزل معه الحديد أي القتال بالسيف لأهل الدعوة المكذبين وقوله ( فكذبوا رسلي ) في سورة سبا على أحد تفسيرين في المراد بهم وهو أظهرهما .
وإطلاق صيغة الجمع على الواحد مجاز : إما استعارة إن كان فيه مراعاة تشبيه الواحد بالجمع تعظيما له كما في قوله تعالى ( قال ربا ارجعون ) .
وإما مجاز مرسل إذا روعي فيه قصد التعمية فعلاقته الإطلاق والتقيد . والعدول عن الحقيقة إليه لقصد التعمية .
فلا جرم أن يكون المراد ب ( الذين كفروا ) هنا كفار مكة ويؤيده قوله بعد ذلك ( ولنسكننكم الأرض من بعدهم ) فإنه لا يعرف أن رسولا من رسل الأمم السالفة دخل أرض مكذبيه بعد هلاكهم وامتلكها إلا النبي محمدا A قال في حجة الوداع " منزلنا إن شاء الله غدا بالخيف خيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر "