وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتشبيه في قوله ( كما أتمها على أبويك من قبل ) تذكير له بنعم سابقة وليس مما دلت عليه الرؤيا . ثم إن كان المراد من إتمام النعمة النبوة فالتشبيه تام وإن كان المراد من إتمام النعمة الملك فالتشبيه في إتمام النعمة على الإطلاق .
وجعل إبراهيم وإسحاق عليهما السلام أبوين له لأن لهما ولادة عليه فهما أبواه الأعليان بقرينة المقام كقول النبي صلى الله عليه وسلم " أنا ابن عبد المطلب " .
وجملة ( إن ربك عليم حكيم ) تذييل بتمجيد هذه النعم وأنها كائنة على وفق علمه وحكمته فعلمه هو علمه بالنفوس الصالحة لهذه الفضائل لأنه خلقها لقبول ذلك فعلمه بها سابق وحكمته وضع النعم في مواضعها المناسبة .
وتصدير الجملة ب ( إن ) للاهتمام لا للتأكيد إذ لا يشك يوسف عليه السلام في علم الله وحكمته . والاهتمام ذريعة إلى إفادة التعليل . والتفريع في ذلك تعريض بالثناء على يوسف عليه السلام وتأهله لمثل تلك الفضائل .
( لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين [ 7 ] ) جملة ابتدائية وهي مبدأ القصص المقصود إذ كان ما قبله كالمقدمة له المنبئة بنباهة شأن صاحب القصة فليس هو من الحوادث التي لحقت يوسف عليه السلام ولهذا كان أسلوب هذه الجملة كأسلوب القصص وهو قوله ( إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ) نظير قوله تعالى ( إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين ) إلى آخر القصة .
والظرفية المستفادة من ( في ) ظرفية مجازية بتشبيه مقارنة الدليل للمدلول بمقارنة المظروف للظرف أي لقد كان شأن يوسف عليه السلام وإخوته مقارنا لدلائل عظيمة من العبر والمواعظ والتعريف بعظيم صنع الله تعالى وتقديره .
والآيات : الدلائل على ما تتطلب معرفته من الأمور الخفية .
والآيات حقيقة في آيات الطريق وهي علامات يجعلونها في المفاوز تكون بادية لا تغمرها الرمال لتكون مرشدة للسائرين ثم أطلقت على حجج الصدق وأدلة المعلومات الدقيقة . وجمع الآيات هنا مراعى فيه تعددها وتعدد أنواعها ففي قصة يوسف عليه السلام دلائل على ما للصبر وحسن الطوية من عواقب الخير والنصر أو على ما للحسد والإضرار بالناس من الخيبة والاندحار والهبوط .
وفيها من الدلائل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرآن وحي من الله إذ جاء في هذه السورة ما لا يعلمه إلا أحبار أهل الكتاب دون قراءة ولا كتاب وذلك من المعجزات .
وفي بلاغة نظمها وفصاحتها من الإعجاز ما هو دليل على أن هذا الكلام من صنع الله ألقاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم معجزة له على قومه أهل الفصاحة والبلاغة .
و ( السائلون ) مراد منهم من يتوقع منه السؤال عن المواعظ والحكم كقوله تعالى ( في أربعة أيام سواء للسائلين ) . ومثل هذا يستعمل في كلام العرب للتشويق والحث على تطلب الخبر والقصة . قال طرفة : .
سائلوا عنا الذي يعرفنا ... بقوانا يوم تحلاق اللمم وقال السموءل أو عبد الملك الحارثي : .
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم ... فليس سواء عالم وجهول وقال عامر بن الطفيل : .
طلقت إن لم تسألي أي فارس ... حليلك إذ لاقى صداء وخثعما وقال أنيف بن زبان النبهاني : .
فلما التقينا بين السيف بيننا ... لسائلة عنا حفي سؤالها وأكثر استعمال ذلك في كلامهم يكون توجيهه إلى ضمير الأنثى لأن النساء يعنين بالسؤال عن الأخبار التي يتحدث الناس بها ولما جاء القرآن وكانت أخباره التي يشوق إلى معرفتها أخبار علم وحكمة صرف ذلك الاستعمال عن التوجيه إلى ضمير النسوة ووجه إلى ضمير المذكر كما في قوله ( سأل سائل بعذاب واقع ) وقوله ( عم يتساءلون ) .
وقيل المراد ب ( السائلين ) اليهود إذ سأل فريق منهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك . وهذا لا يستقيم لأن السورة مكية ولم يكن لليهود مخالطة للمسلمين بمكة .
( إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين [ 8 ] ) A E