وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد انتظم أن يفرع على هذه الصفات الثلاث الطلب الجازم بالإيمان بهذا الرسول في قوله ( فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي ) والمقصود طلب الإيمان بالنبي الأمي لأنه الذي سيق الكلام لأجله ولكن لما صدر الأمر بخطاب جميع البشر وكان فيهم من لا يؤمن بالله وفيهم من يؤمن بالله ولا يؤمن بالنبي الأمي جمع بين الإيمان بالله والإيمان بالنبي الأمي في طلب واحد ليكون هذا الطلب متوجها للفرق كلهم ليجمعوا في إيمانهم بين الإيمان بالله والنبي الأمي مع قضاء حق التأدب مع الله بجعل الإيمان به مقدما على طلب الإيمان بالرسول A للإشارة إلى أن الإيمان بالرسول إنما هو لأجل الإيمان بالله على نحو ما أشار إليه قوله تعالى ( ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ) وهذا الأسلوب نظير قوله تعالى ( إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة ) فانهم آمنوا بالله ورسله وإنما المقصود زيادة النهي عن اعتقاد التثليث وهو المقصود من سياق الكلام .
A E والإيمان بالله الإيمان بأعظم صفاته وهي الإلهية المتضمن إياها اسم الذات والإيمان بالرسول الإيمان بأخص صفاته وهو الرسالة وذلك معلوم من إناطة الإيمان بوصف الرسول دون اسمه العلم .
وفي قوله ( ورسوله النبي الأمي ) التفات من التكلم إلى الغيبة لقصد إعلان تحقق الصفة الموعود بها في التوراة في شخص محمد A .
ووصف النبي الأمي بالذي يؤمن بالله وكلماته بطريق الموصولية للإيماء إلى وجه الأمر بالإيمان بالرسول وانه لا معذرة لمن لا يؤمن به من أهل الكتاب لأن هذا الرسول يؤمن بالله وبكلمات الله فقد اندرج في الإيمان به الإيمان بسائر الأديان الإلهية الحق . وهذا نظير قوله تعالى في تفضيل المسلمين ( وتؤمنون بالكتاب كله ) وتقدم معنى الأمي قريبا .
وكلمات جمع كلمة بمعنى الكلام مثل قوله تعالى ( كلا إنها كلمة هو قائلها ) أي قوله ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) . فلكلمات الله تشمل كتبه ووحيه للرسل وأوثر هنا التعبير بكلماته دون كتبه لان المقصود الإيماء إلى إيمان الرسول E بأن عيسى كلمة الله أي أثر كلمته وهي أمر التكوين إذ كان تكون عيسى عن غير سبب التكون المعتاد بل كان تكونه بقول الله ( كن ) كما قال تعالى ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) فاقتضى أن الرسول E يؤمن بعيسى أي بكونه رسولا من الله وذلك قطع لمعذرة النصارى في التردد في الإيمان بمحمد A واقتضى أن الرسول يؤمن بأن عيسى كلمة الله وليس ابن الله وفي ذلك بيان للإيمان الحق ورد على اليهود فيما نسبوه إليه ورد على النصارى فيما غلوا فيه .
والقول في معنى الاتباع تقدم وكذلك القول في نحو ( لعلكم تهتدون ) ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون [ 159 ] ) ( ومن قوم موسى ) عطف على قوله ( واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا ) الآية فهذا تخصيص لظاهر العموم الذي في قوله ( واتخذ قوم موسى ) قصد به الاحتراس لئلا يتوهم أن ذلك قد عمله قوم موسى كلهم وللتنبيه على دفع هذا التوهم قدم ( ومن قوم موسى ) على متعلقه .
وقوم موسى هم أتباع دينه من قبل بعثة محمد A فمن بقي متمسكا بدين موسى بعد بلوغ دعوة الإسلام إليه فليس من قوم موسى ولكن يقال هو من بني إسرائيل أو من اليهود لأن الإضافة في ( قوم موسى ) تؤذن بأنهم متبعو دينه الذي من جملة أصوله ترقب مجيء الرسول الأمي A .
و ( أمة ) : جماعة كثيرة متفقة في عمل يجمعها وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى ( أمة واحدة ) في سورة البقرة والمراد أن منهم في كل زمان قبل الإسلام .
و ( يهدون بالحق ) أي يهدون الناس من بني إسرائيل أو من غيرهم ببث فضائل الدين الإلهي وهو الذي سماه الله بالحق ويعدلون أي يحكمون حكما لا جور فيه