وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( والأغلال ) جمع غل بضم الغين وهو إطار من حديد يجعل في رقبة الأسير والجاني ويمسك بسير من جلد أو سلسلة من حديد بيد الموكل بحراسة الأسير قال تعالى ( إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل ) ويستعار الغل للتكليف والعمل الذي يؤلم ولا يطاق فهو استعارة فان بنينا على كلام الزمخشري كان ( الأغلال ) تمثيلية بتشبيه حال المحرر من الذل والإهانة بحال من أطلق من الاسر فتعين أن وضع الأغلال استعارة لما يعانيه اليهود من المذلة بين الأمم الذين نزلوا في ديارهم بعد تخريب بيت المقدس وزوال ملك يهوذا فان الإسلام جاء بتسوية اتباعه في حقوقهم في الجامعة الإسلامية فلا يبقى فيه ميز بين أصيل ودخيل وصميم ولصيق كما كان الأمر في الجاهلية . ومناسبة استعارة الأغلال للذلة أوضح لان الأغلال من شعار الإذلال في الأسر والقود ونحوهما .
وهذان الوصفان لهما مزيد اختصاص باليهود المتحدث عنهم في خطاب الله تعالى لموسى ولا يتحققان في غيرهم ممن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم لان اليهود قد كان لهم شرع وكان فيه تكاليف شاقة بخلاف غير اليهود من العرب والفرس وغيرهم ولذلك أضاف الله الإصر إلى ضميرهم ووصف الأغلال بما فيه ضميرهم على انك إذا تأملت في حال الأمم كلهم قبل الإسلام لا تجد شرائعهم وقوانينهم وأحوالهم خالية من إصر عليهم مثل تحريم بعض الطيبات في الجاهلية ومثل تكاليف شاقة عند النصارى والمجوس لا تتلاقى مع السماحة الفطرية وكذلك لا تجدها خالية من رهق الجبابرة وإذلال الرؤساء وشدة الأقوياء على الضعفاء وما كان يحدث بينهم من التقاتل والغارات والتكايل في الدماء وأكلهم أموالهم بالباطل فارسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم بدين من شأنه أن يخلص البشر من تلك الشدائد كما قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ولذلك فسرنا الوضع بما يعم النسخ وغيره وفسرنا الأغلال بما يخالف المراد من الإصر ولا يناكد هذا ما في أديان الجاهلية والمجوسية وغيرها من التحلل في أحكام كثيرة فانه فساد عظيم لا يخفف وطأة ما فيها من الإصر وهو التحلل الذي نظر إليه أبو خراش الهذلي في قوله يعني شريعة الإسلام : .
فليس كعهد الدار يا أم مالك ... ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل والفاء في قوله ( فالذين آمنوا به ) فاء الفصيحة والمعنى : إذا كان هذا النبي كما علمتم من شهادة التوراة والإنجيل بنبوءته ومن اتصاف شرعه بالصفة التي سمعتم علمتم أن الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا هديه هم المفلحون .
والقصر المستفاد من تعريف المسند ومن ضمير الفصل قصر إضافي أي هم الذين أفلحوا أي دون من كفر به بقرينة المقام لان مقام دعاء موسى يقتضي انه أراد المغفرة والرحمة وكتابة الحسنة في الدنيا والآخرة لكل من اتبع دينه ولا يريد موسى شمول ذلك لمن لا يتبع الإسلام بعد مجيء محمد صلى الله عليه وسلم ولكن جرى القصر على معنى الاحتراس من الإيهام . ويجوز أن يكون القصر ادعائيا دالا على معنى كمال صفة الفلاح للذين يتبعون النبي الأمي ففلاح غيرهم من الأمم المفلحين الذين سبقوهم كلا فلاح إذا نسب إلى فلاحهم أي أن الأمة المحمدية افضل الأمم على الجملة وانهم الذين تنالهم الرحمة الإلهية التي تسع كل شيء من شؤونهم قال تعالى ( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين ) .
ومعنى ( عزروه ) أيدوه وقووه وذلك بإظهار ما تضمنته كتبهم من البشارة بصفاته وصفات شريعته وإعلان ذلك بين الناس وذلك شيء زائد على الإيمان به . كما فعل عبد الله بن سلام وكقول ورقة بن نوفل " هذا الناموس الذي انزل على موسى " وهو أيضا مغاير للنصر لان النصر هو الإعانة في الحرب بالسلاح ومن اجل ذلك عطف عليه ونصروه .
واتباع النور تمثيل للاقتداء بما جاء به القرآن : شبه حال المقتدي بهدي القرآن بحال الساري في الليل إذا رأى نورا يلوح له اتبعه لعلمه بانه يجد عنده منجاة من المخاوف وأضرار السير وأجزاء هذا التمثيل استعارات فالاتباع يصلح مستعارا للاقتداء وهو مجاز شائع فيه والنور يصلح مستعارا للقرآن لان الشيء الذي يعلم الحق والرشد يشبه بالنور واحسن التمثيل ما كان صالحا لاعتبار التشبيهات المفردة في أجزائه .
A E