وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعايش جمع معيشة وهي ما يعيش به الحي من الطعام والشراب مشتقة من العيش وهو الحياة وأصل المعيشة اسم مصدر عاش قال تعالى : ( فإن له معيشة ضنكا ) سمي به الشيء الذي به العيش تسمية للشيء باسم سببه على طريقة المجاز الذي غلب حتى صار مساويا للحقيقة .
A E وياء ( معايش ) أصل في الكلمة لأنها عين الكلمة من المصدر " عيش " فوزن معيشة مفعلة ومعايش مفاعل . فحقها أن ينطق بها في الجمع ياء وأن لا تقلب همزة . لأن استعمال العرب في حرف المد الذي في المفرد أنهم إذا جمعوه جمعا بألف زائدة ردوه إلى أصله واوا أو ياء بعد ألف الجمع مثل : مفازة ومفاوز فيما أصله واو من الفوز ومعيبة ومعايب فيما أصله الياء فإذا كان حرف المد في المفرد غير أصلي فإنهم إذا جمعوه جمعا بألف زائدة فلبوا حرف المد همزة نحو قلادة وقلائد وعجوز وعجائز وصحيفة وصحائف وهذا الاستعمال من لطائف التفرقة بين حرف المد الأصلي والمد الزائد واتفق القراء على قراءته بالياء وروى خارجة بن مصعب وحميد بن عمير عن نافع أنه قرأ : معائش بهمز بعد الألف وهي رواية شاذة عنه لا يعبأ بها وقرئ في الشاذ : فالهمز رواه عن الأعرج وفي الكشاف نسبة هذه القراءة إلى ابن عامر وهو سهو من الزمخشري .
وقوله : ( قليلا ما تشكرون ) هو كقوله في أول السورة ( قليلا ما تذكرون ) ونظائره .
والخطاب للمشركين خاصة لأنهم الذين قل شكرهم لله تعالى إذ اتخذوا معه آلهة .
ووصف قليل يستعمل في معنى المعدوم كما تقدم آنفا في أول السورة ويجوز أن يكون على حقيقته أي إن شكركم الله قليل لأنهم لما عرفوا أنه ربهم فقد شكروه ولكن أكثر أحوالهم هو الإعراض عن شكره والإقبال على عبادة الأصنام وما يتبعها ويجوز أن تكون القلة كناية عن العدم على طريقة الكلام المقتصد استنزالا لتذكرهم .
وانتصب ( قليلا ) على الحال من ضمير المخاطبين و ( ما ) مصدرية والمصدر المؤول في محل الفاعل بقليلا فهي حال سببية .
وفي التعقيب بهذه الآية لآية : ( وكم من قرية أهلكناها ) إيماء إلى إن إهمال شكر النعمة يعرض صاحبها لزوالها وهو ما دل عليه قوله : ( أهلكناها ) .
( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين [ 11 ] قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين [ 12 ] قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين [ 13 ] ) عطف على جملة : ( ولقد مكناكم في الأرض ) تذكيرا بنعمة إيجاد النوع وهي نعمة عناية لأن الوجود أشرف من العدم بقطع النظر عما قد يعرض للموجود من الأكدار والمتاعب وبنعمة تفضيله على النوع بأن أمر الملائكة بالسجود لأصله وأدمج في هذا الامتنان تنبيه وإيقاظ إلى عداوة الشيطان لنوع الإنسان من القدم ليكون ذلك تمهيدا للتحذير من وسوسه وتضليله وإغراء بالإقلاع عما أوقع فيه الناس من الشرك والضلالة وهو غرض السورة وذلك عند قوله تعالى : ( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ) وما قلاه من الآيات فلذلك كان هذا بمنزلة الاستدلال وسط في خلال الموعظة .
والخطاب للناس كلهم والمقصود منه المشركون لأنهم الغرض في هذه السورة .
وتأكيد الخبر باللام و " قد " للوجه الذي تقدم في قوله : ( ولقد خلقاناكم ) وتعديه فعلي الخلق والتصوير إلى ضمير المخاطبين لما كان على معنى خلق النوع الذي هم من أفراد تعين أن يكون المعنى : خلقنا أصلكم ثم صورنا وهو آدم كما أفصح عنه قوله : ( ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) .
والخلق الإيجاد وإبراز الشيء إلى الوجود وهذا الإطلاق هو المراد منه عند إسناده إلى الله تعالى أو وصف الله به .
والتنوير جعل الشيء صورة والصورة الشكل الذي يشكل به الجسم كما يشكل الطين بصورة نوع من الأنواع