وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والعبارات في مثل هذا المقام قاصرة عن وصف الواقعات لأنها من خوارق المتعارف فلا تعدو العبارات فيها تقريب الحقائق وتمثيلها بأقصى ما تعارفه أهل اللغة فما جاء منها بصيغة المصدر غير متعلق بفعل يقتضي آلة فحمله على المجاز المشهور كقوله تعالى : ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) . وما جاء منها على صيغة السماء فهو محتمل مثل ما هنا لقوله : ( فمن ثقلت موازينه ) الخ ومثل قول النبي A : " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان " وما تعلق بفعل مقتض آلة فحمله على التمثيل أو على مخلوق من أمور الآخرة مثل قوله تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ) . وقد ورد في السنة ذكر الميزان في حديث البطاقة التي فيها كلمة شهادة الإسلام عند الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص وحديث قول النبي A لأنس بن مالك : " فاطلبني عند الميزان " خرجه الترمذي .
وقد اختلف السلف في وجود مخلوق يبين مقدار الجزاء من العمل يسمى بالميزان توزن فيه الأعمال حقيقة فاثبت ذلك الجمهور ونفاه جماعة منهم الضحاك ومجاهد والأعمش وقالوا : هو القضاء السوي وقد تبع اختلافهم المتأخرون فذهب جمهور الأشاعرة وبعض المعتزلة إلى تفسير الجمهور وذهب بعض الأشاعرة المتأخرين وجمهور المعتزلة إلى ما ذهب إليه مجاهد والضحاك والأعمش والأمر هين والاستدلال ليس ببين والمقصود المعنى وليس المقصود آلته .
والإخبار عن الوزن بقوله : ( الحق ) أن كان الوزن مجازا عن تعيين مقادير الجزاء فالحق بمعنى العدل أي الجزاء عادل غير جائز لأنه من أنواع القضاء والحكم وإن كان الوزن تمثيلا بهيئة الميزان فالعدل بمعنى السوي أي والوزن يومئذ مساو للأعمال لا يرجح ولا يجحف .
وعلى الوجهين فالإخبار عنه بالمصدر مبالغة عي كونه محقا .
وتفرع على كونه الحق قوله : ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ) فهو تفصيل للوزن ببيان أثره على قدر الموزون . ومحل التفريع هو قوله : ( فأولئك هم المفلحون ) وقوله : ( فأولئك الذين خسروا أنفسهم ) إذ ذلك مفرع على قوله : ( فمن موازينه ) : ( ومن خفت موازينه ) وثقل الميزان في المعنى الحقيقي رجحان الميزان بالشيء الموزون وهو هنا مستعار لاعتبار الأعمال الصالحة غالبة ووافرة أي من ثقلت موزاينه الصالحات وإنما لم يذكر ما ثقلت به الموازين لأنه معلوم من اعتبار الوزن لأن متعارف الناس أنهم يزنون الأشياء المرغوب في شرائها المتنافس في ضبط مقاديرها والتي يتغابن الناس فيها .
والثقل مع تلك الاستعارة هو أيضا ترشيح لاستعارة الوزن للجزاء ثم الخفة مستعارة لعدم الأعمال الصالحة أخذا بغاية الخفة على وزان عكس الثقل وهي أيضا ترشيح ثان لاستعارة الميزان والمراد هنا الخفة الشديدة وهي انعدام الأعمال الصالحة لقوله : ( بما كانوا بآياتنا يظلمون ) .
والفلاح حصول الخير وإدراك المطلوب .
والتعريف في ( المفلحون ) للجنس أو العهد وقد تقدم في قوله تعالى : ( وأولئك هم المفلحون ) في سورة البقرة .
وما صدق ( من ) واحد لقوله : ( موازينه ) وإذ قد كان هذا الواحد غير معين بل هو كل من تحقق فيه مضمون جملة الشرط فهو عام صح اعتباره جماعة في الإشارة والضميرين من قوله : ( فأولئك هم المفلحون ) .
والإتيان بالإشارة للتنبيه على أنهم إنما حصلوا الفلاح لأجل ثقل موازينهم واختير اسم إشارة البعد تنبيها على البعد المعنوي الاعتباري .
وضمير الفصل لقصد الانحصار أي هم الذين انحصر فيهم تحقق المفلحين أي إن علمت جماعة تعرف بالمفلحين فهم هم .
A E