وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتفريق دين الإسلام هو تفريق أصوله بعد اجتماعها كما فعل بعض العرب من منعهم الزكاة بعد رسول الله A فقال أبو بكر Bه : لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة . وأما تفريق الآراء في التعليلات والتبيينات فلا بأس به وهو من النظر في الدين : مثل الاختلاف في أدلة الصفات وفي تحقيق معانيها مع الاتفاق على إثباتها . وكذلك تفريع الفروع : كتفريق فروع الفقه بالخلاف بين الفقهاء مع الاتفاق على صفة العمل وعلى ما به صحة الأفعال وفسادها . كالاختلاف في حقيقة الفرض والواجب . والحاصل أن كل تفريق لا يكفر به بعض الفرق بعضا ولا يفضي إلى تقاتل وفتن فهو تفريق نظر واستدلال وتطلب للحق بقدر الطاقة . وكل تفريق يفضي بأصحابه إلى تكفير بعضهم بعضا ومقاتلة بعضهم بعضا ومقاتلة بعضهم بعضا في أمر الدين فهو مما حذر الله منه وأما ما كان بين المسلمين نزاعا على الملك والدنيا فليس تفريقا في الدين ولكنه من الأحوال التي لا تسلم منها الجماعات .
وقرأه الجمهور : ( فرقوا ) بتشديد الراء وقرأه حمزة والكسائي : ( فارقوا ) " بألف بعد الفاء " أي تركوا دينهم أي تركوا ما كان دينا لهم أي لجميع العرب وهو الحنيفية فنبذوها وجعلوها عدة نحل . ومآل القراءتين واحد .
( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون [ 160 ] ) A E من عادة القرآن أنه أنذر أعقب الإنذار لمن لا يحق عليه ذلك الإنذار وإذا بشر أعقب البشارة لمن يتصف بضد ما بشر عليه وقد جرى على ذلك ههنا : فإنه لما أنذر المؤمنين وحذرهم من التريث في اكتساب الخير قبل أن يأتي بعض آيات الله القاهرة بقوله : ( لينفع نفسا لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) فحد لهم بذلك حدا هو من مظهر عدله أعقب ذلك ببشرى من مظاهر فضله وعدله . وهي الجزاء على الحسنة بعشر أمثالها والجزاء على السيئة بمثلها فقوله : ( من جاء بالحسنة ) إلى آخره استئناف ابتدائي جرى على عرف القرآن في الأنفال بين الأغراض .
فالكلام تذييل جامع لأحوال الفريقين اللذين اقتضاهما قوله : ( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) الآية كما تقد آنفا .
و ( جاء بالحسنة ) معناه عمل الحسنة : شبه عمله الحسن بحال المكتسب إذ يخرج يطلب رزقا من وجوهه أو احتطاب أو صيد فيجيء أهله بشيء . وهذا كما استعير له أسم التجارة في قوله تعالى : ( فما ربحت تجارتهم ) .
فالباء للمصاحبة والكلام تمثيل ويجوز حمل المجيء على حقيقته أي مجيء إلى الحساب على أن يكون المراد بالحسنة أن يجيء بكتابها في صحيفة أعماله .
وأمثال الحسنة ثواب أمثالها فالكلام على حذف مضاف بقرينة قوله : ( فلا يجزى إلا مثلها ) أو معناه تحسب له عشر حسنات مثل التي جاء بها كما في الحديث : " كتبها الله عنده عشر حسنات " ويعرف من ذلك أن الثواب على نحو ذلك الحساب كما دل عليه قوله " فلا يجزى إلا مثلها " .
والأمثال : جمع مثل وهو المماثل المساوي وجيء له باسم عدد المؤنث وهو عشر اعتبارا بأن الأمثال صفة لموصوف محذوف دل عليه الحسنة أي فله عشر حسنات أمثالها فروعي في أسم العدد معنى مميزة دون لفظه وهو أمثال . والجزاء على الحسنة بعشرة أضعاف فضل من الله وهو جزاء غالب الحسنات . وقد زاد الله في بعض الحسنات أن ضاعفها سبعمائة ضعف كما في قوله تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ) فذلك خاص بالإنفاق في الجهاد . وفي الحديث : " منهم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة " .
وقرأ الجمهور : ( عشر أمثالها ) بإضافة ( عشر ) إلى ( أمثالها ) وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف وقرأ يعقوب بتنوين ( عشر ) ورفع ( أمثالها ) على أنه صفة لعشر أي فله عشر حسنات ماثلة للحسنة التي جاء بها .
ومماثلة الجزاء للحسنة موكولة إلى علم الله تعالى وفضله