وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعن الأخفش : أخرجت العرب هذا اللفظ من معناه بالكلية فألزمته الخطاب وأخرجته عن موضوعه إلى معنى ( أما ) بفتح الهمزة فجعلت الفاء بعده في بعض استعمالاته كقوله تعالى ( أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت ) فما دخلت الفاء إلا وقد أخرجت ( أرأيت ) لمعنى ( أما ) ؛ وأخرجته أيضا إلى معنى ( أخبرني ) فلا بد بعده من اسم المستخبر عنه ؛ وتلزم الجملة بعد الاستفهام وقد يخرج لهذا المعنى وبعده الشرط وظرف الزمان . ا ه .
في الكشاف : متعلق الاستخبار محذوف تقديره : إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة من تدعون ثم بكتهم بقوله ( أغير الله تدعون ) أي أتخصون آلهتكم بالدعوة أم تدعون الله دونها بل إياه تدعون اه .
وجملة ( أغير الله تدعون ) هي المفعول الثاني لفعل ( أرأيتكم ) .
واعلم أن هذا استعمال خاص بهذا التركيب الخاص الجاري مجرى المثل فأما إذا أريد جريان فعل الرؤية العلمية على أصل بابه فإنه يجري على المتعارف في تعدية الفعل إلى فاعله ومفعوليه . فمن قال لك : رأيتني عالما بفلان . فأردت التحقق فيه تقول : أرأيتك عالما بفلان . وتقول للمثنى : أرأيتما كما عالمين بفلان وللجمع أرأيتموكم وللمؤنثة أرأيتك بكسر التاء .
وقرأه نافع في المشهور بتسهيل الهمزة ألفا ؛ وعنه رواية بجعلها بين الهمزة والألف . وقرأه الكسائي بإسقاط الهمزة التي هي عين الكلمة فيقول : " أرأيت وهي لغة " . وقرأه الباقون بتحقيق الهمزة .
وجملة ( إن أتاكم عذاب الله ) الخ معترضة بين مفعولي فعل الرؤية وهي جملة شرطية حذف جوابها لدلالة جملة المفعول الثاني عليه .
وإتيان العذاب : حلوله وحصوله فهو مجاز لأن حقيقة الإتيان المجيء وهو الانتقال من موضع بعيد إلى الموضع الذي استقر فيه مفعول الإتيان فيطلق مجازا على حصول شيء لم يكن حاصلا . وكذلك القول في إتيان الساعة سواء .
ووجه إعادة فعل ( أتتكم الساعة ) مع كون حرف العطف مغنيا عن إعادة العامل بأن يقال : إن أتاكم عذاب الله أو الساعة هو ما يوجه به الإظهار في مقام الإضمار من إرادة الاهتمام بالمظهر بحيث يعاد لفظه الصريح لأنه أقوى استقرارا في ذهن السامع .
والاهتمام هنا دعا إليه التهويل وإدخال الروع في ضمير السامع بأن يصرح بإسناد هذا الإتيان لاسم المسند إليه الدال على أمر مهول ليدل تعلق هذا الفعل بالمفعول على تهويله وإراعته .
وقد استشعر الاحتياج إلى توجيه إعادة الفعل هنا الشيخ محمد بن عرفة في درس تفسيره ولكنه وجهه بأنه إذا كان العاملان متفاوتين في المعنى لكون أحدهما أشد يعاد العامل بعد حرف العطف إشعارا بالتفاوت فإن إتيان العذاب أشد من إتيان الساعة " أي بناء على أن المراد بعذاب الله عذاب الآخرة " أو كان العاملان متباعدين فإن أريد بالساعة القيامة وبعذاب الله المحق والرزايا في الدنيا فيعقبه بعد مهلة تامة . وإن أريد بالساعة المدة فالمحق الدنيوي كثير منه متقدم ومنه متأخر إلى الموت فالتقدم ظاهر ا ه . وفي توجيهه نظر إذ لا يشهد له الاستعمال .
وإضافة العذاب إلى اسم الجلالة لتهويله لصدوره من أقدر القادرين . والمراد عذاب يحصل في الدنيا يضرعون إلى الله لرفعه عنهم بدليل قوله ( أغير الله تدعون ) فإن الدعاء لا يكون بطلب رفع عذاب الجزاء . وهذا تهديد وإنذار .
والساعة : علم بالغلبة على ساعة انقراض الدنيا أي إن أدركتكم الساعة .
وتقديم ( أغير الله ) على عامله وهو ( تدعون ) لتكون الجملة المستفهم عنها جملة قصر أي أتعرضون عن دعاء الله فتدعون غيره دونه كما هو دأبكم الآن فالقصر لحكاية حالهم لا لقصد الرد على الغير . وقد دل الكلام على التعجب أي تستمرون على هذه الحال . والكلام زيادة في الإنذار .
A E