وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والوقر بفتح الواو الصمم الشديد وفعله كوعد ووجد يستعمل قاصرا يقال : وقرت أذنه ومتعديا يقال : وقر الله أذنه فوقرت . والوقر مصدر غير قياسي ل ( وقرت ) أذنه لأن قياس مصدره تحريك القاف وهو قياسي ل ( وقر ) المتعدي وهو مستعار لعدم فهم المسموعات . جعل عدم الفهم بمنزلة الصمم ولم يذكر للوقر متعلق يدل على الممنوع بوقر آذانهم لظهور أنه من أن يسمعوه لأن الوقر مؤذن بذلك ولأن المراد السمع المجازي وهو العلم بما تضمنه المسموع .
وقوله ( على قلوبهم ) وقوله ( في آذانهم ) يتعلقان ب ( جعلنا ) . وقدم كل منهما على مفعول ( جعلنا ) للتنبيه على تعلقه به من أول الأمر .
فإن قلت : هل تكون هاته الآية حجة للذين قالوا من علمائنا : إن إعجاز القرآن بالصرفة أي أعجز الله المشركين عن معارضته بأن صرفهم عن محاولة المعارضة لتقوم الحجة عليهم فتكون الصرفة من جملة الأكنة التي جعل الله على قلوبهم .
قلت : لم يحتج بهذه الآية أصحاب تلك المقالة لأنك قد علمت أن الأكنة تخييل وأن الوقر استعارة وأن قول النضر " ما أدري ما أقول " بهتان ومكابرة ولذلك قال الله تعالى ( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ) .
وكلمة ( كل ) هنا مستعملة في الكثرة مجازا لتعذر الحقيقة سواء كان التعذر عقلا كما في هذه الآية وقوله تعالى ( فلا تميلوا كل الميل ) وذلك أن الآيات تنحصر أفرادها لأنها أفراد مقدرة تظهر عند تكوينها إذ هي من جنس عام . أم كان المتعذر عادة كقول النابغة : .
بها كل ذيال وخنساء ترعوي ... إلى كل رجاف من الرمل فارد فإن العادة تحيل اجتماع جميع بقر الوحش في هذا الموضع .
فيتعذر أن يرى القوم كل أفراد ما يصح أن يكون آية فلذلك كان المراد ب ( كل ) معنى الكثرة الكثير كما تقدم في قوله تعالى ( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ) في سورة البقرة .
و ( حتى ) حرف موضوع لإفادة الغاية أي أن ما بعدها غاية لما قبلها . وأصل ( حتى ) أن يكون حرف جر مثل ( إلى ) فيقع بعده اسم مفرد مدلوله غاية لما قبل ( حتى ) . وقد يعدل عن ذلك ويقع بعد ( حتى ) جملة فتكون ( حتى ) ابتدائية أي تؤذن بابتداء كلام مضمونه غاية لكلام قبل ( حتى ) . ولذلك قال ابن الحاجب في الكافية : إنها تفيد السببية فليس المعنى أن استماعهم يمتد إلى وقت مجيئهم ولا أن جعل الأكنة على قلوبهم والوقر في آذانهم يمتد إلى وقت مجيئهم بل المعنى أن يتسبب على استماعهم بدون فهم . وجعل الوقر على آذانهم والأكنة على قلوبهم أنهم إذا جاءوك جادلوك .
وسميت ( حتى ) ابتدائية لأن ما بعدها في حكم كلام مستأنف استئنافا ابتدائيا . ويأتي قريب من هذا عند قوله ( قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة ) في هذه السورة وزيادة تحقيق لمعنى ( حتى ) الابتدائية عند قوله تعالى ( فمن أظلم من افترى على الله كذبا إلى قوله حتى إذا جاءتهم رسلنا ) الخ في سورة الأعراف .
و ( إذا ) شرطية ظرفية . و ( جاءوك ) شرطها وهو العامل فيها . وجملة ( يجادلونك ) حال مقدرة من ضمير ( جاءوك ) أي جاءوك مجادلين أي مقدرين المجادلة معك يظهرون لقومهم أنهم أكفاء لهذه المجادلة .
وجملة ( يقول ) جواب ( إذا ) وعدل عن الإضمار إلى الإظهار في قوله ( يقول الذين كفروا ) لزيادة التسجيل عليهم بالكفر وأنهم ما جاءوا طالبين الحق كما يدعون ولكنهم قد دخلوا بالكفر وخرجوا به فيقولون ( إن هذا إلا أساطير الأول ين ) فهم قد عدلوا عن الجدل إلى المباهتة والمكابرة .
A E