وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقيل : أرادوا بهذا الكلام الاستخفاف بموسى وهذا بعيد لأنهم ما كانوا يشكون في رسالته ولو أرادوا الاستخفاف لكفروا وليس في كلام موسى الواقع جوابا عن مقالتهم هذه إلا وصفهم بالفاسقين . والفسق يطلق على المعصية الكبيرة فإن عصيان أمر الله في الجهاد كبيرة ولذلك قال تعالى ( فلا تأس على القوم الفاسقين ) وعن عبد الله بن مسعود قال : أتى المقداد بن الأسود النبي وهو يدعو على المشركين يوم بدر فقال " يا رسول الله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل ( فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) " . الحديث .
فلا تظنن من ذلك أن هذه الآية كانت مقروءة بينهم يوم بدر لأن سورة المائدة من آخر ما نزل وإنما تكلم المقداد بخبر كانوا يسمعونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يحدثهم به عن بني إسرائيل ثم نزلت في هذه الآية بذلك اللفظ .
( قال ) أي موسى مناجيا ربه أو بمسمع منهم ليوقفهم على عدم امتثالهم أمر ربهم ( رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي ) يجوز أن يكون المعنى لا أقدر إلا على نفسي وأخي وإنما لم يعد الرجلين اللذين قالا ( ادخلوا عليهم الباب ) لأنه خشي أن يستهوي لمه الله ويجوز أن يراد بالفرق بينهم الحكم بينهم وإيقاف الضالين على غلطهم .
وقول الله تعالى له ( فإنها محرمة عليهم أربعين سنة ) الخ جواب عن قول موسى ( فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ) وهو جواب جامع لجميع ما تضمنه كلام موسى : لأن الله أعلم موسى بالعقاب الذي يصيب به الذين عصوا أمره فسكن هاجس خوفه أن يصيبهم عذاب يعم الجميع وحصل العقاب لهم على العصيان انتصارا لموسى . فإن قلت : هذا العقاب قد نال موسى منه ما نال قومه فإنه بقي معهم في التيه حتى توفي . قلت : كان ذلك هينا على موسى لأن بقاءه معهم لإرشادهم وصلاحهم وهو خصيصة رسالته فالتعب في ذلك يزيده رفع درجة أما هم فكانوا في مشقة .
( يتيهون ) يضلون ومصدره التيه بفتح التاء وسكون الياء والتيه بكسر التاء وسكون التحتية . وسميت المفازة تيهاء وسميت تيها . وقد بقي بنو إسرائيل مقيمين في جهات ضيقة ويسيرون الهوينا على طريق غير منتظم حتى بلغوا جبل " نيبو " على مقربة من نهر " الأردن " فهنالك توفي موسى عليه السلام وهنالك دفن . ولا يعرف موضع قبره كما في نص كتاب اليهود . وما دخلوا الأرض المقدسة حتى عبروا الأردن بقيادة يوشع بن نون خليفة موسى . وقد استثناه الله تعالى هو وكالب بن يفنة لأنهما لم يقولا : لن ندخلها . وأما بقية الرواد الذين أرسلهم موسى لاختبار الأرض فوافقوا قومهم في الامتناع من دخولها .
وقوله ( فلا تأس على القوم الفاسقين ) تفريع على الإخبار بهذا العقاب لأنه علم أن موسى يحزنه ذلك فنهاه عن الحزن لأنهم لا يستأهلون الحزن لأجلهم لفسقهم . والأسى : الحزن يقال أسي كفرح إذا حزن .
( واتل عليهم نبأ ابني أدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين [ 27 ] لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العلمين [ 28 ] إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين [ 29 ] فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين [ 30 ] ) A E