وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتعريف في ( الرسول ) للعهد وهو المعهود بين ظهرانيهم . ( والحق ) هو الشريعة والقرآن و ( من ربكم ) متعلق ب ( جاءكم ) أو صفة للحق و ( من ) للابتداء المجازي فيهما وتعدية جاء إلى ضمير المخاطبين ترغيب لهم في الإيمان لأن الذي يجيء مهتما بناس يكون حقا عليهم أن يتبعوه وأيضا في طريق الإضافة من قوله ( ربكم ) ترغيب ثان لما تدل عليه من اختصاصهم بهذا الدين الذي هو آت من ربهم فلذلك أتي بالأمر بالإيمان مفرعا على هاته الجمل بقوله ( فآمنوا خيرا لكم ) .
وانتصب ( خيرا ) على تعلقه بمحذوف لازم الحذف في كلامهم لكثرة الاستعمال فجرى مجرى الأمثال وذلك فيما دل على الأمر والنهي من الكلام نحو ( انتهوا خيرا لكم ) ووراءك أوسع لك أي تأخر وحسبك خيرا لك وقول عمر بن أبي ربيعة : .
فواعديه سرحتي مالك ... أو الربى بينهما . أسهلا فنصبه مما لم يختلف فيه عن العرب واتفق عليه أئمة النحو وإنما اختلفوا في المحذوف : فجعله الخليل وسيبويه فعلا أمرا مدلولا عليه من سياق الكلام تقديره : أيت أو أقصد قالا : لأنك لما قلت له : انته أو افعل أو حسبك فأنت تحمله على شيء آخر أفضل له . وقال الفراء من الكوفيين : هو في مثله صفة مصدر محذوف وهو لا يتأتى فيما كان منتصبا بعد نهي ولا فيما كان منتصبا بعد غير متصرف نحو : وراءك وحسبك . وقال الكسائي والكوفيون : نصب بكان محذوفة مع خبرها والتقدير : يكن خيرا . وعندي : أنه منصوب على الحال من المصدر الذي تضمنه الفعل وحده أو مع حرف النهي والتقدير : فآمنوا حال كون الإيمان خيرا وحسبك حال كون الاكتفاء خيرا ولا تفعل كذا حال كون الانتهاء خيرا . وعود الحال إلى مصدر الفعل في مثله كعود الضمير إليه في قوله ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) لا سيما وقد جرى هذا مجرى الأمثال وشأن الأمثال قوة الإيجاز . وقد قال بذلك بعض الكوفيين وأبو البقاء .
وقوله ( وإن تكفروا ) أريد به أن تبقوا على كفركم .
وقوله ( فإن لله ما في السماوات والأرض ) هو دليل على جواب الشرط والجواب محذوف لأن التقدير : إن تكفروا فإن الله غني عن إيمانكم لأن لله ما في السماوات وما في الأرض وصرح بما حذف هنا في سورة الزمر في قوله تعالى ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ) وفيه تعريض بالمخاطبين أي أن كفركم لا يفلتكم من عقابه لأنكم عبيده لأن له ما في السماوات وما في الأرض .
( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) استئناف ابتدائي بخطاب موجه إلى النصارى خاصة .
وخوطبوا بعنوان أهل الكتاب تعريضا بأنهم خالفوا كتابهم .
وقرينة أنهم المراد هي قوله ( إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله إلى قوله أن يكون عبدا لله ) فإنه بيان للمراد من إجمال قوله ( لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ) وابتدئت موعظتهم بالنهي عن الغلو لأن النصارى غلوا في تعظيم عيسى فادعوا له بنوة الله وجعلوه ثالث الآلهة .
والغلو : تجاوز الحد المألوف مشتق من غلوة السهم وهي منتهى اندفاعه واستعير للزيادة على المطلوب من المعقول أو المشروع في المعتقدات والإدراكات والأفعال . والغلو في الدين أن يظهر المتدين ما يفوت الحد الذي حدد له الدين . ونهاهم عن الغلو لأنه أصل لكثير من ضلالهم وتكذيبهم للرسل الصادقين . وغلو أهل الكتاب تجاوزهم الحد الذي طلبه دينهم منهم : فاليهود طولبوا باتباع التوراة ومحبة رسولهم فتجاوزوه إلى بغضة الرسل كعيسى ومحمد عليهما السلام والنصارى طولبوا باتباع المسيح فتجاوزوا فيه الحد إلى دعوى إلهيته أو كونه ابن الله مع الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم .
وقوله ( ولا تقولوا على الله إلا الحق ) عطف خاص على عام للاهتمام بالنهي عن الافتراء الشنيع .
وفعل القول إذا عدي بحرف ( على ) دل على أن نسبة القائل القول إلى المجرور ب ( على ) نسبة كاذبة قال تعالى ( ويقولون على الله الكذب ) . ومعنى القول على الله هنا : أن يقولوا شيئا يزعمون أنه من دينهم فإن الدين من شأنه أن يتلقى من عند الله .
A E