وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ونسب إلى بعض المفسرين أنه جعل الواوات فيها بمعنى " أو " وجعل الموصول شاملا لفرق من الكفار تعددت أحوال كفرهم على توزيع الصلات المتعاطفة فجعل المراد بالذين يكفرون بالله ورسله المشركين والذين يريدون أن يفرقوا بين الله ورسله قوما أثبتوا الخالق وأنكروا النبوءات كلها والذين يقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض اليهود والنصارى . وسكت عن المراد من قوله ( ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا ) ولو شاء لجعل أولئك فريقا آخر : وهم المنافقون المترددون الذين لم يثبتوا على إيمان ولا على كفر بل كانوا بين الحالين كما قال الله تعالى ( مذبذبين بين ذلك ) . والذي دعاه إلى هذا التأويل أنه لم يجد فريقا جمع هذه الأحوال كلها على ظاهرها لأن اليهود لم يكفروا بالله ورسله وقد علمت أن تأويل الكفر بالله الكفر بالصفات التي يستلزم الكفر بها نفي الإلهية .
وهذا الأسلوب نادر الاستعمال في فصيح الكلام إذ لو أريد ذلك لكان الشأن أن يقال : والذين يريدون أن يفرقوا بين الله ورسله والذين يقولون : نؤمن ببعض ونكفر ببعض كما قال ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ) .
وقوله ( أولئك هم الكافرون حقا ) الجملة خبر إن والإشارة إلى أصحاب تلك الصلة الماضية وموقع الإشارة هنا لقصد التنبيه على أن المشار إليهم لاستحضارهم بتلك الأوصاف أحرياء بما سيحكم عليهم من الحكم المعاقب لاسم الإشارة .
وأفاد تعريف جزأي الجملة والإتيان بضمير الفصل تأكيد قصر صفة الكفر عليهم وهو قصر ادعائي مجازي بتنزيل كفر غيرهم في جانب كفرهم منزلة العدم كقوله تعالى في المنافقين ( هم العدو ) . ومثل هذا القصر يدل على كمال الموصوف في تلك الصفة المقصورة .
ووجه هذه المبالغة : أن كفرهم قد اشتمل على أحوال عديدة من الكفر وعلى سفالة في الخلق أو سفاهة في الرأي بمجموع ما حكي عنهم من تلك الصلات فإن كل خصلة منها إذا انفردت هي كفر فكيف بها إذا اجتمعت .
و ( حقا ) مصدر مؤكد لمضمون الجملة التي قبله أي حقهم حقا أيها السامع بالغين النهاية في الكفر ونظير هذا قولهم " جدا " . والتوكيد في مثل هذا لمضمون الجملة التي قبله على ما أفادته الجملة وليس هو لرفع المجاز فهو تأكيد لما أفادته الجملة من الدلالة على معنى النهاية لأن القصر مستعمل في ذلك المعنى ولم يقصد بالتوكيد أن يصير القصر حقيقيا لظهور أن ذلك لا يستقيم فقول بعض النحاة في المصدر المؤكد لمضمون الجملة : إنه يفيد رفع احتمال المجاز بناء منهم على الغالب في مفاد التأكيد .
و ( أعتدنا ) معناه هيأنا وقدرنا والتاء في ( أعتدنا ) بدل من الدال عند كثير من علماء اللغة وقال كثير منهم : التاء أصلية وأنه بناء على حدة هو غير بناء عد . وقال بعضهم : إن عتد هو الأصل وأن عد أدغمت منه التاء في الدال وقد ورد البناءان كثيرا في كلامهم وفي القرآن .
وجيء بجملة ( والذين آمنوا بالله ورسله ) إلى آخرها لمقابلة المسيئين بالمحسنين والنذارة بالبشارة على عادة القرآن .
والمراد بالذين أمنوا المؤمنون كلهم وخاصة من آمنوا من أهل الكتاب كعبد الله ابن سلام . فهم مقصودون ابتداء لما أشعر به موقع هذه الجملة بعد ذكر ضلالهم ولما اقتضاه تذييل الجملة بقوله ( وكان الله غفورا رحيما ) أي غفورا لهم ما سلف من كفرهم رحيما بهم .
والقول في الإتيان بالموصول وباسم الإشارة في هذه الجملة كالقول في مقابله .
وقوله ( بين أحد منهم ) تقدم الكلام على مثله في قوله تعالى ( لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) في سورة البقرة .
وقرأ الجمهور : ( نؤتيهم ) بنون العظمة . وقرأه حفص عن عاصم بياء الغائب والضمير عائد إلى اسم الجلالة في قوله ( والذين أمنوا بالله ورسله ) .
A E