وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ) زيادة تأكيد لرد عقيدة من يتوهم أن أحدا يغني عن عذاب الله .
والولي هو المولى أي المشارك في نسب القبيلة والمراد به المدافع عن قريبه والنصير الذي إذا استنجدته نصرك أو الحليف وكان النصر في الجاهلية بأحد هذين النوعين .
ووجه قوله ( من ذكر أو أنثى ) قصد التعميم والرد على من يحرم المرأة حظوظا كثيرة من الخير من أهل الجاهلية أو من أهل الكتاب . وفي الحديث " وليشهدن الخير ودعوة المسلمين " . و ( من ) لبيان الإبهام الذي في ( من ) الشرطية في قوله ( ومن يعمل من الصالحات ) .
وقرأ الجمهور ( يدخلون ) بفتح التحتية وضم الخاء . وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر وروح عن يعقوب بضم التحتية وفتح الخاء على البناء للنائب .
( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا [ 125 ] ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا [ 126 ] ) A E الأظهر أن الواو للحال من ضمير ( يدخلون الجنة ) الذي ما صدقه المؤمنون الصالحون فلما ذكر ثواب المؤمنين أعقبه بتفضيل دينهم . والاستفهام إنكاري . وانتصب ( دينا ) على التمييز . وإسلام الوجه كناية عن تمام الطاعة والاعتراف بالعبودية وهو أحسن الكنايات لأن الوجه أشرف الأعضاء وفيه ما كان به الإنسان إنسانا وفي القرآن ( فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعني ) . والعرب تذكر أشياء من هذا القبيل كقوله ( لنسفعا بالناصية ) ويقولون : أخذ بساقه أي تمكن منه وكأنه تمثيل لإمساك الرعاة الأنعام . وفي الحديث " الطلاق لمن أخذ بالساق " . ويقولون : ألقى إليه القياد وألقى إليه الزمام وقال زيد بن عمرو بن نفيل : .
" يقول أنفي لك عان راغم ويقولون : يدي رهن لفلان . وأراد بإسلام الوجه الاعتراف بوجود الله ووحدانيته . وقد تقدم ما فيه بيان لهذا عند قوله تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) وقوله ( وأوصى بها إبراهيم بنيه ) .
وجملة ( وهو محسن ) حال قصد منها اتصافه بالإحسان حين إسلامه وجهه لله أي خلع الشرك قاصدا الإحسان أي راغبا في الإسلام لما رأى فيه من الدعوة إلى الإحسان . ومعنى ( واتبع ملة إبراهيم حنيفا ) أنه اتبع شريعة الإسلام التي هي على أسس ملة إبراهيم . فهذه ثلاثة أوصاف بها يكمل معنى الدخول في الإسلام ولعلها هي : الإيمان والإحسان والإسلام . ولك أن تجعل معنى ( أسلم وجهه لله ) أنه دخل في الإسلام وأن قوله ( وهو محسن ) مخلص راغب في الخير وأن اتباع ملة إبراهيم عنى به التوحيد . وتقدم أن ( حنيفا ) معناه مائلا عن الشرك أو متعبدا . وإذا جعلت معنى قوله ( وهو محسن ) أي عامل الصالحات كان قوله ( واتبع ملة إبراهيم حنيفا ) بمنزلة عطف المرادف وهو بعيد .
وقوله ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) عطف ثناء إبراهيم على مدح من اتبع دينه : زيادة تنويه بدين إبراهيم فأخبر أن الله اتخذ إبراهيم خليلا . والخليل في كلام العرب الصاحب الملازم الذي لا يخفى عنه شيء من أمور صاحبه مشتق من الخلال وهو النواحي المتخللة للمكان ( فترى الودق يخرج من خلاله وفجرنا خلالهما نهرا ) . هذا أظهر الوجوه في اشتقاق الخليل . ويقال : خل وخل بكسر الخاء وضمها ومؤنثه : خلة " بضم الخاء " ولا يقال بكسرالخاء قال كعب : .
" أكرم بها خلة لو أنها صدقت وجمعهما خلائل . وتطلق الخلة " بضم الخاء " على الصحبة الخالصة ( لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ) وجمعهما خلال ( من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال ) . ومعنى اتخاذ الله إبراهيم خليلا شدة رضى الله عنه إذ قد علم كل أحد أن الخلة الحقيقية تستحيل على الله فأريد لوازمها وهي الرضى واستجابة الدعوة وذكره بخير ونحو ذلك .
وجملة ( ولله ما في السماوات وما في الأرض ) الخ تذييل جعل كالاحتراس على أن المراد بالخليل لازم معنى الخلة وليست هي كخلة الناس مقتضية المساواة أو التفضيل . فالمراد منها الكناية عن عبودية إبراهيم في جملة ( ما في السماوات وما في الأرض ) . والمحيط : العليم