وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويدخل في معنى تغيير خلق الله وضع المخلوقات في غير ما خلقها الله له وذلك من الضلالات الخرافية . كجعل الكواكب آلهة وجعل الكسوفات والخسوفات دلائل على أحوال الناس . ويدخل فيه تسويل الإعراض عن دين الإسلام الذي هو دين الفطرة والفطرة خلق الله ؛ فالعدول عن الإسلام إلى غيره تغيير لخلق الله .
وليس من تغيير خلق الله التصرف في المخلوقات بما أذن الله فيه ولا ما يدخل في معنى الحسن ؛ فإن الختان من تغيير خلق الله ولكنه لفوائد صحية وكذلك حلق الشعر لفائدة دفع بعض الأضرار وتقليم الأظفار لفائدة تيسير العمل بالأيدي وكذلك ثقب الآذان للنساء لوضع الأقراط والتزين . وأما ما ورد في السنة من لعن الواصلات والمتنمصات والمتفلجات للحسن فمما أشكل تأويله . وأحسب تأويله أن الغرض منه النهي عن سمات كانت تعد من سمات العواهر في ذلك العهد أو من سمات المشركات وإلا فلو فرضنا هذه منهيا عنها لما بلغ النهي إلى حد لعن فاعلات ذلك . وملاك الأمر أن تغيير خلق الله إنما يكون إثما إذا كان فيه حظ من طاعة الشيطان بأن يجعل علامة لنحلة شيطانية كما هو سياق الآية واتصال الحديث بها . وقد أوضحناه ذلك في كتابي المسمى : النظر الفسيح على مشكل الجامع الصحيح .
وجملة ( ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ) تذييل دال على أن ما دعاهم إليه الشيطان : من تبتيك آذان الأنعام وتغيير خلق الله إنما دعاهم إليه لما يقتضيه من الدلالة على استشعارهم بشعاره والتدين بدعوته وإلا فإن الشيطان لا ينفعه أن يبتك أحد أذن ناقته أو أن يغير شيئا من خلقته إلا إذا كان ذلك للتأثر بدعوته .
A E وقوله ( يعدهم ويمنيهم ) استئناف لبيان أنه أنجز عزمه فوعد ومنى وهو لا يزال يعد ويمني فلذلك جيء بالمضارع . وإنما لم يذكر أنه يأمرهم فيبتكون آذان الأنعام ويغيرون خلق الله لظهور وقوعه لكل أحد .
وجيء باسم الإشارة في قوله ( أولئك مأواهم جهنم ) لتنبيه السامعين إلى ما يرد بعد اسم الإشارة من الخبر وأن المشار إليهم أحرياء به عقب ما تقدم من ذكر صفاتهم .
والمحيص : المراغ والملجأ من حاص إذا نفر وراغ وفي حديث هرقل " فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب " . وقال جعفر بن علبة الحارثي : .
ولم ندر إن حصنا من الموت حيصة ... كم العمر باق والمدى متطاول روي : حصنا وحيصة بالحاء والصاد المهملتين ويقال : جاض أيضا بالجيم والضاد المعجمة وبهما روي بيت جعفر أيضا .
( والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا [ 122 ] ) عطف على جملة ( أولئك مأواهم جهنم ) جريا على عادة القرآن في تعقيب الإنذار بالبشارة والوعيد بالوعد .
وقوله ( وعد الله ) مصدر مؤكد لمضمون جملة ( سندخلهم جنات تجري ) الخ وهي بمعناه فلذلك يسمي النحاة مثله مؤكدا لنفسه أي مؤكدا لما هو بمعناه .
وقوله ( حقا ) مصدر مؤكد لمضمون ( سندخلهم جنات ) إذ كان هذا في معنى الوعد أي هذا الوعد أحققه حقا أي لا يتخلف . ولما كان مضمون الجملة التي قبله خاليا عن معنى الإحقاق كان هذا المصدر مما يسميه النحاة مصدرا مؤكدا لغيره .
وجملة ( ومن أصدق من الله قيلا ) تذييل للوعد وتحقيق له : أي هذا من وعد الله ووعود الله وعود صدق إذ لا أصدق من الله قيلا . فالواو اعتراضية لأن التذييل من أصناف الاعتراض وهو اعتراض في آخر الكلام وانتصب ( قيلا ) على تمييز نسبة من ( أصدق من الله ) .
والاستفهام إنكاري .
والقيل : القول وهو اسم مصدر بوزن فعل يجيء في الشر والخير .
( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا [ 123 ] ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا [ 124 ] )