وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد شاع عند كثير من علماء أصول الفقه الاحتجاج بهذه الآية لكون إجماع علماء الإسلام على حكم من الأحكام حجة وأول من احتج بها على ذلك الشافعي . قال الفخر : " روي أن الشافعي سئل عن آية في كتاب الله تدل على أن الإجماع حجة فقرأ القرآن ثلاثمائة مرة حتى وجد هذه الآية . وتقرير الاستدلال أن اتباع غير سبيل المؤمنين حرام فوجب أن يكون اتباع سبيل المؤمنين واجبا . بيان المقدمة الأولى : أنه تعالى ألحق الوعيد بمن يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين ومشاقة الرسول وحدها موجبة لهذا الوعيد فلو لم يكن اتباع غير سبيل المؤمنين موجبا له لكان ذلك ضما لما لا أثر له في الوعيد إلى ما هو مستقل باقتضاء ذلك الوعيد وأنه غير جائز فثبت أن اتباع غير سبيل المؤمنين حرام فإذا ثبت هذا لزم أن يكون اتباع سبيلهم واجبا " . وقد قرر غيره الاستدلال بالآية على حجية الإجماع بطرق أخرى وكلها على ما فيها من ضعف في التقريب وهو استلزام الدليل للمدعى قد أوردت عليها نقوض أشار إليها ابن الحاجب في المختصر . واتفقت كلمة المحققين : الغزالي والإمام في المعالم وابن الحاجب على توهين الاستدلال بهذه الآية على حجية الإجماع .
( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا [ 116 ] ) .
استئناف ابتدائي جعل تمهيدا لما بعده من وصف أحوال شركهم . وتعقيب الآية السابقة بهذه مشير إلى أن المراد باتباع غير سبيل المؤمنين اتباع سبيل الكفر من شرك وغيره فعقبه بالتحذير من الشرك وأكده بأن للدلالة على رفع احتمال المبالغة أو المجاز . وتقدم القول في مثل هذه الآية قريبا غير أن الآية السابقة قال فيها ( ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ) وقال في هذه ( فقد ضل ضلالا بعيدا ) . وإنما قال في السابقة ( فقد افترى إثما عظيما ) لأن المخاطب فيها أهل الكتاب بقوله ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم ) فنبهوا على أن الشرك من قبيل الافتراء تحذيرا لهم من الافتراء وتفظيعا لجنسه . وأما في هذه الآية فالكلام موجه إلى المسلمين فنبهوا على أن الشرك من الضلال تحذيرا لهم من مشاقة الرسول وأحوال المنافقين فإنها من جنس الضلال . وأكد الخبر هنا بحرف ( قد ) اهتماما به لأن المواجه بالكلام هنا المؤمنون وهم لا يشكون في تحقق ذلك .
A E والبعيد أريد به القوي في نوعه الذي لا يرجى لصاحبه اهتداء فاستعير له البعيد لأن البعيد يقصي الكائن فيه عن الرجوع إلى حيث صدر .
( إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا [ 117 ] لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا [ 118 ] ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا [ 119 ] يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا [ 120 ] أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا [ 121 ] ) .
كان قوله ( إن يدعون ) بيانا لقوله ( فقد ضل ضلالا بعيدا ) وأي ضلال أشد من أن يشرك أحد بالله غيره ثم أن يدعى أن شركاءه إناث وقد علموا أن الأنثى أضعف الصنفين من كل نوع . وأعجب من ذلك أن يكون هذا صادرا من العرب وقد علم الناس حال المرأة بينهم وقد حرموها من حقوق كثيرة واستضعفوها . فالحصر في قوله ( إن يدعون من دونه إلا إناثا ) قصر ادعائي لأنه أعجب أحوال إشراكهم ولأن أكبر آلهتهم يعتقدونها أنثى وهي : اللات والعزى ومناة فهذا كقولك لا عالم إلا زيد . وكانت العزى لقريش وكانت مناة للأوس والخزرج ولا يخفى أن معظم المعاندين للمسلمين يومئذ كانوا من هذين الحيين : مشركو قريش هم أشد الناس عداء للإسلام ومنافقو المدينة ومشركوها أشد الناس فتنة في الإسلام