وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" وارجوا " وافعلوا ما ترجون به العاقبة . فأقيم المسبب مقام السبب . أو أمروا بالرجاء : والمراد : اشتراط ما يسوغعه من الإيمان كما يؤمر الكافر بالشرعيات على إرادة الشرط . وقيل : هو من الرجاء بمعنى الخوف . والرجفة : الزلزلة الشديدة . وعن الضحاك : صيحة جبريل عليه السلام ؛ لأن القلوب رجفت لها : في دارهم " في بلدهم وأرضهم . أو في ديارهم فاكتفى بالواحد لأنه لا يلبس " جاثمين " باركين على الركب ميتين .
" وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين " " وعادا " منصوب بإضمار أهلكنا لأن قوله : " فأخذتهم الرجفة " يدل عليه لأنه في معنى الإهلاك " وقد تبين لكم " ذلك : يعنى ما وصفه من إهلاكهم " من " جهة " مساكنهم " إذا نظرتهم إليها عند مروركم بها . وكان أهل مكة يمرون عليها في أسفارهم فيبصرونها " وكانوا مستبصرين " عقلاء متمكنين من النظر والإفتكار . ولكنهم لم يفعلوا أو كانوا نتبينين أن العذاب نازل بهم لأن الله تعالى قد بين لهم على ألسنة الرسل عليهم السلام ولكنهم لجوا حتى هلكوا .
" وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين " " سابقين " فائتين أدركهم أمر الله فلم بفوتوه .
" فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " الحاصب : لقوم لوط وهي ريح عاصف فيها حصباء . وقيل : ملك كان يرميهم . والصيحة : لمدين وثمود . والخسف : لقارون . والغرق : لقوم نوح وفرعون .
" مثل الذين أتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون إن الله بعلم ما يدعون من دونه من شئ وهو العزيز الحكيم " الغرض تشبيه ما اتخذوه متكلا ومعتمدا في دينهم وتولوه من دون الله بما هو مثل عند الناس في الوهن وضعف القوة . وهو نسج العنكبوت . ألا ترى إلى مقطع التشبيه وهو قوله : " وإن أوهن البيةت لبيت العنكبوت " فإن قلت : ما معنى قوله : " لو كانوا يعلمون " وكل أحد بعلم وهن بيت العنكبوت ؟ قلت : معناه لو كانوا يعلمون أن هخذا مثلهم وأن أمر دينهم بالغ هذه الغاية من الوهن . ووجه آخر : وهو أنه إذا صح تشبيه ما اعتمدوه في دينهم ببيت العنكبوت وقد صح أن أوهن البيوت بيت العنكبوت فقد تبين أن دينهم أوهن الأديان لو كانوا يعلمون . أو أخرج الكلام بعد تصحيح التشبيه مخرج المجاز فكأنه قال : وإن أوهن ما يعتمدون . أو يأخرج الكلام بعد تصحيح التشبيه مخرج المجاز فكأنه قال : وإن أوهن ما يعتمد عليه في الدين عبادة الأوثان لو كانوا يعلمون . ولقائل أن يقول : مثل المشرك الذي يعبد الوثن بالقياس إلى المؤمن الذي يعبد الله مثل عنكبوت يتخذ بيتا بالإضافة إلى رجل بيني بيتا بآجر وجص أو ينحته من صخر وكما أن أوهن البيوت إذا استقريتها بيتا بيتا بيت العنكبوت كذلك أضعف الأديان إذا استقريتها دينا دينا عبادة الأوثان لو كانوا يعلمون . قرئ : تدعون بالتاء والياء . وهذا توكيد للمثل وزيادة عليه حيث لم يجعل ما يدعونه شيئا " وهو العزيز الحكيم " فيه تجهيل لهم حيث عبدوا ما ليس بشئ ؛ لأنه جماد ليس معه مصحح العلم والقدرة أصلا وتركوا عبادة القادر القاهر على كل شئ الحكيم الذي لا يفعل شيئا إلا بحكمه وتدبير .
" وتلك المثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العاملون " كان الجهلة والسفاء من قريش يقولون إن رب محمد يضرب المثل بالذباب والعنكبوت ويضحكون من ذلك فلذلك قال : " وما يعقلها إلا العاملون " أي لا يعقل صحتها وحسنها وفائدتها إلا هم لأن وتكشف عنها وتصورها للأفهام كما صور هذا التشبيه الفرق بين حال المشرك وحال الموحد وعن النبي A أنه تلا هذه الآية فقال : العالم من عقل عن الله فعمل بطاعته واجتنب سخطه : " خلق الله السموات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين " " بالحق " أي بالغرض الصحيح الذي هو حق لا باطل وهو أن تكونا مساكن عبادة وعبرة للمعتبرين منهم ودلائل على عظم قدرته : ألا ترى إلى قوله : " إن في ذلك لأية للمؤمنين " ونحوه قوله تعالى " وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا " ص : 27 ثم قال : " ذلك ظن الذين كفروا " ص : 27