وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" كهيعص " قرأ بفتح الهاء وكسر الياء حمزة وبكسرهما عاصم وبضمهما الحسن وقرأ الحسن " ذكر رحمة ربك " أي : هذا المتلو من القران ذكر رحمة ربك وقرىء : ذكر على الأمر . راعى سنة الله في إخفاء دعوته لأن الجهر والإخفاء عند الله سيان فكان الإخفاء أولى لأنه أبعد من الرياء وأدخل في الإخلاص . وعن الحسن : نداء لا رياء فيه أو أخفاه لئلا يلام على طلب الولد في إبان الكبرة والشيخوخة . أو أسره من مواليه الذين خافهم . أو خفت صوته لضعفه وهرمه كما جاء في صفة الشيخ : صوته خفات وسمعه تارات . واختلف في سن زكريا عليه السلام فقيل : ستون وخمس وستون وسبعون وخمس وسبعون وخمس وثمانون .
قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا .
قرىء " وهن " بالحركات الثلاث وإنما ذكر العظم لأنه عمود البدن وبه قوامه وهو أصل بنائه فإذا وهن تداعى وتساقطت قوته ولأنه أشد ما فيه وأصلبه فإذا وهن كان ما وراءه أوهن . ووحده لأن الواحد هو الدال على معنى الجنسية وقصده إلى أن هذا الجنس الذي هو العمود والقوام وأشد ما تركب منه الجسد قد أصابه الوهن ولو جمع لكان قصدا إلى معنى آخر وهو أنه لم يهن منه بعض عظامه ولكن كلها " واشتعل الرأس شيبا " . إدغام السين في الشين عن أبي عمرو . شبه الشيب بشواظ النار في بياضه وإنارته وانتشاره في الشعر وفشوه فيه وأخذه منه كل مأخذ باشتعال النار ؛ ثم أخرجه مخرج الاستعارة ثم أسند الاشتعال إلى مكان الشعر ومنبته وهو الرأس . وأخرج الشيب مميزا ولم يضف الرأس : اكتفاء بعلم المخاطب أنه رأس زكريا فمن ثم فصحت هذه الجملة وشهد لها بالبلاغة . توسل إلى الله بما سلف له معه من الاستجابة . وعن بعضهم أن محتاجا سأله وقال : أنا الذي أحسنت إلي وقت كذا . فقال : مرحبا بمن توسل بنا إلينا وقضى حاجته .
" وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من ءال يعقوب واجعله رب مرضيا " .
كان مواليه - وهم عصبته إخوته وبنو عمه - شرار بني إسرائيل فخافهم على الدين أن يغيروه ويبدلوه وأن لا يحسنوا الخلافة على أمته فطلب عقبا من صلبه صالحا يقتدى به في إحياء الدين ويرتسم مراسمه فيه : " من وراءى " بعد موتي . وقرأ ابن كثير : " من وراي " بالقصر وهذا الظرف لا يتعلق ب " خفت " لفساد المعنى ولكن بمحذوف . أو بمعنى الولاية في الموالي : أي خفت فعل الموالي وهو تبديلهم وسوء خلافتهم من ورائي . أو خفت الذين يلون الأمر من ورائي . وقرأ عثمان ومحمد بن علي وعلي بن الحسين رضي الله عنهم " خفت الموالي من ورائي " وهذا على معنيين أحدهما : أن يكون " وراءى " بمعنى خلفي وبعدي فيتعلق الظرف بالموالي : أي قلوا وعجزوا عن إقامة أمر الدين فسأل ربه تقويتهم ومظاهرتهم بولي يرزقه . والثاني : أن يكون بمعنى قدامي فيتعلق ب " خفت " ويريد أنهم خفوا قدامه ودرجوا ولم يبق منهم من به تقو واعتضاد " من لدنك " تأكيد لكونه وليا مرضيا بكونه مضافا إلى الله تعالى وصادرا من عنده وإلا - فهب لي وليا يرثني - كاف أو أراد اختراعا منك بلا سبب لأني وامرأتي لا نصلح للولادة " يرثنى ويرث " الجزم جواب الدعاء والرفع صفة . ونحوه : " ردءا يصدقني " القصص : 34 ، وعن ابن عباس والجحدري : يرثني وارث آل يعقوب نصب على الحال . وعن الجحدري : أو يرث على تصغير وارث وقال : غليم صغير . وعن علي Bه وجماعة : وارث من آل يعقوب : أي يرثني به وارث ويسمى التجريد في علم البيان والمراد بالإرث إرث الشرع والعلم لأن الأنبياء لا تورث المال . وقيل : يرثني الحبورة وكان حبرا ويرث من آل يعقوب الملك . يقال : ورثته وورثت منه لغتان . وقيل : " من " للتبعيض لا للتعدية لأن آل يعقوب لم يكونوا كلهم أنبياء ولا علماء وكان زكريا عليه السلام من نسل يعقوب بن إسحاق . وقيل : هو يعقوب بن ماتان أخو زكريا . وقيل : يعقوب هذا وعمران أبو مريم أخوان من نسل سليمان بن داود .
" يزكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا .
" سميا " لم يسم أحد ب " يحيى " قبله وهذا شاهد على أن الأسامي السنع جديرة بالأثرة وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية لكونها أنبه وأنوه وأنزه عن النبز حتى قال القائل في مدح قوم :