وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" الولاية " بالفتح النصرة والتولي وبالكسر السلطان والملك وقد قرئ بهما . والمعنى هنالك أي : في ذلك المقام وتلك الحال النصرة لله وحده لا يملكها غيره ولا يستطيعها أحد سواه تقريرا لقوله : " ولم يكن له فئة ينصرونه من دون الله " الكهف : 43 ، أو : هنالك السلطان والملك لله لا يغلب ولا يمتنع منه . أو في مثل تلك الحال الشديدة يتولى الله ويؤمن به كل مضطر . يعني أن قوله " يا ليتني لم أشرك بربي أحدا " الكهف : 42 ، كلمة ألجيء إليها فقالها جزعا مما دهاه من شؤم كفره ولولا ذلك لم يقلها . ويجوز أن يكون المعنى : هنالك الولاية لله ينصر فيها أولياءه المؤمنين على الكفرة وينتقم لهم ويشفي صدورهم من أعدائهم يعني : أنه نصر فيما فعل بالكافر أخاه المؤمن وصدق قوله : " عسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء " الكهف : 40 ، ويعضده قوله " خير ثوابا وخير عقبا " أي لأوليائه وقيل " هنالك " إشارة إلى الآخرة أي في تلك الدار الولاية لله كقوله " لمن الملك اليوم " غافر : 16 ، وقرئ : الحق بالرفع والجر صفة للولاية والله . وقرأ عمرو بن عبيد بالنصب على التأكيد كقولك : هذا عبد الله الحق لا الباطل وهي قراءة حسنة فصيحة وكان عمرو بن عبيد من أفصح الناس وأنصحهم . وقرئ عقبا بضم القاف وسكونها وعقبى على فعلى وكلها بمعنى العاقبة .
" واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا " .
" فاختلط به نبات الأرض " فالتف بسببه وتكاثف حتى خالط بعضه بعضا . وقيل : نجع في النبات الماء فاختلط به حتى روي ورف رفيفا وكان حق اللفظ على هذا التفسير : فاختلط بنبات الأرض . ووجه صحته أن كل مختلطين موصوف كل واحد منهما بصفة صاحبه . والهشيم : ما تهشم وتحطم الواحدة هشيمة . وقرئ تذروه الريح وعز ابن عباس : تذريه الرياح من أذرى : شبه حال الدنيا في نضرتها وبهجتها وما يتعقبها من الهلاك والفناء بحال النبات يكون أخضر وارفا ثم يهيج فتطيره الرياح كأن لم يكن " وكان الله على كل شيء " من الإنشاء والإفناء " مقتدرا " .
" المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا " .
" والباقيات الصالحات " أعمال الخير التي تبقى ثمرتها للإنسان وتفنى عنه كل ما تطمح إليه نفسه من حظوظ الدنيا . وقيل : هي الصلوات الخمس وقيل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر . وعن قتادة : كل ما أريد به وجه الله " خير عند ربك ثوابا " أي ما يتعلق بها من الثواب وما يتعلق بها من الأمل لأن صاحبها يأمل في الدنيا ثواب الله ويصيبه في الآخرة .
" ويوم نسير الجبال وترى الشمس بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعتم أن لن نجعل لكم موعدا " .
قرئ : تسير من سيرت ونسير من سيرنا وتسير من سارت أي : تسير في الجو . أو يذهب بها بأن تجعل هباء منبثا . وقرئ : وترى الأرض على البناء للمفعول " بارزة " ليس عليها ما يسترها مما كان عليها " وحشرناهم " وجمعناهم إلى الموقف . وقرئ : فلم نغادر بالنون والياء يقال : غادره وأغدره إذا تركه . ومنه الغدر . ترك الوفاء . والغدير : ما غادره السيل . وشبهت حالهم بحال الجند المعروضين على السلطان " صفا " مصطفين ظاهرين يرى جماعتهم كما يرى كل واحد لا يحجب أحد أحدا " لقد جئتمونا " أي قلنا لهم : لقد جئتمونا . وهذا المضمر هو عامل النصب في يوم نسير . ويجوز أن ينصب بإضمار اذكر . والمعنى لقد بعثناكم كما أنشأناكم " أول مرة " وقيل : جئتمونا عراة لا شيء معكم كما خلقناكم أولا كقوله : " ولقد جئتمونا فرادى " الأنعام : 94 ، . فإن قلت : لم جيء بحشرناهم ماضيا بعد نسير وترى ؟ قلت : للدلالة على أن حشرهم قبل التسيير وقبل البروز ليعاينوا تلك الأهوال العظائم كأنه قيل : وحشرناهم قبل ذلك " موعدا " وقتا لإنجاز ما وعدتم على السنة الأنبياء من البعث والنشور .
" ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا "