وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أن رسول الله A لما هاجر حسدته اليهود وكرهوا قربه منهم فاجتمعوا إليه وقالوا : يا أبا القاسم إن الأنبياء إنما بعثوا بالشام وهي بلاد مقدسة وكانت مهاجر إبراهيم فلو خرجت إلى الشام لآمنا بك واتبعناك وقد علمنا أنه لا يمنعك من الخروج إلا خوف الروم فإن كنت رسول الله فالله مانعك منهم فعسكر رسول الله A على أميال من المدينة وقيل : بذي الحليفة حتى يجتمع إليه أصحابه ويراه الناس عازما على الخروج إلى الشام لحرصه على دخول الناس في دين الله فنزلت فرجع وقرئ " لا يلبثون " وفي قراءة أبي لا يلبثوا على إعمال إذا . فإن قلت : ما وجه القراءتين ؟ قلت : أما الشائعة فقد عطف فيها الفعل على الفعل . وهو مرفوع لوقوعه خبر كاد والفعل في خبر كاد واقع موقع الاسم . وأما قراءة أبي ففيها الجملة برأسها التي هي إذا لا يلبثوا عطف على جملة قوله " وإن كادوا ليستفزونك " وقرئ خلافك قال : .
عفت الديار خلافهم فكأنما ... بسط الشواطب بينهن حصيرا .
أي بعدهم " سنة من قد أرسلنا " يعني أن كل قوم أخرجوا رسولهم من بين ظهرانيهم فسنة الله أن يهلكهم ونصبت نصب المصدر المؤكد أي : سن الله ذلك سنة .
" أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " .
دلكت الشمس : غربت . وقيل : زالت . وروي عن النبي A : " أتاني جبريل عليه السلام لدلوك الشمس حين زالت الشمس . فصلى بي الظهر " واشتقاقه من الدلك لأن الإنسان يدلك عينه عند النظر إليها فإن كان الدلوك الزوال فالآية جامعة للصلوات الخمس وإن كان الغروب فقد خرجت منها الظهر والعصر . والغسق : الظلمة وهو وقت صلاة العشاء " وقرآن الفجر " صلاة الفجر سميت قرآنا وهو القراءة لأنها ركن كما سميت ركوعا وسجودا وقنوتا وهي حجة على ابن علية والأصم في زعمهما أن القراءة ليست بركن " مشهودا " يشهده ملائكة الليل والنهار ينزل هؤلاء ويصعد هؤلاء فهو في آخر ديوان الليل وأول ديوان النهار أو يشهده الكثير من المصلين في المادة . أو من حقه أن يكون مشهودا بالجماعة الكثيرة . ويجوز أن يكون " قرآن الفجر " حثا على طول القراءة في صلاة الفجر لكونها مكثورا عليها ليسمع الناس القرآن فيكثر الثواب ولذلك كانت الفجر أطول الصلوات قراءة " ومن الليل " وعليك بعض الليل " فتهجد به " والتهجد ترك الهجود للصلاة ونحو التأثم والتحرج . ويقال أيضا في النوم : تهجد " نافلة لك " عبادة زائدة لك على الصلوات الخمس وضع نافلة موضع تهجدا لأن التهجد عبادة زائدة فكان التهجد والنافلة يجمعهما معنى واحد . والمعنى أن التهجد زيد لك على الصلوات المفروضة فريضة عليك خاصة دون غيرك لأنه تطوع لهم " مقاما محمودا " نصب على الظرف أي : عسى أن يبعثك يوم القيامة فيقيمك مقاما محمودا . أو ضمن يبعثك معنى يقيمك . ويجوز أن يكون حالا بمعنى أن يبعثك ذا مقام محمود . ومعنى المقام المحمود : المقام الذي يحمده القائم فيه وكل من رآه وعرفه وهو مطلق في كل ما يجب الحمد من أنواع الكرامات وقيل : المراد الشفاعة وهي نوع واحد مما يتناوله . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : مقام يحمدك فيه الأولون والآخرون وتشرف فيه على جميع الخلائق : تسأل فتعطى وتشفع فتشفع ليس أحد إلا تحت لوائك . وعن أبي هريرة عن النبي A : " هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي " وعن حذيفة : يجمع الناس في صعيد واحد فلا تتكلم نفس فأول مدعو محمد A فيقول : " لبيك وسعديك والشر ليس إليك والمهدي من هديت وعبدك بين يديك وبك وإليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت " قال : فهذا قوله " عسى أن يبعثك الله مقاما محمودا " .
" وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا "