وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" كذلك " مثل ذلك التزيين " زين للمسرفين " زين الشيطان بوسوسته أو الله بخذلانه وتخليته " ما كانوا يعملون " من الإعراض عن الذكر واتباع الشهوات .
" ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون " .
" لما " ظرف لأهلكنا : والواو في " جاءتهم " للحال أي ظلموا بالتكذيب وقد جاءتهم رسلهم بالحجج والشواهد على صدقهم وهي المعجزات . وقوله : " وما كانوا ليؤمنوا " يجوز أن يكون عطفا على ظلموا وأن يكون اعتراضا واللام لتأكيد النفي يعني : وما كانوا يؤمنون حقا تأكيدا لنفي إيمانهم وأن الله قد علم منهم أنهم يصرون على كفرهم وأن الإيمان مستبعد منهم . والمعنى : أن السبب في إهلاكهم تكذيب الرسل وعلم الله أنه لا فائدة في إمهالهم بعد أن ألزموا الحجة ببعثه الرسل " كذلك " مثل ذلك الجزاء يعني الإهلاك " نجزي " كل مجرم وهو وعيد لأهل مكة على إجرامهم بتكذيب رسول الله A . وقرئ : يجزي بالياء " ثم جعلناكم " الخطاب للذين بعث إليهم محمد A أي استخلفناكم في الأرض بعد القرون التي أهلكنا " لننظر " أتعملون خيرا أم شرا فنعاملكم على حسب عملكم . و " كيف " في محل النصب بتعملون لا بننظر لأن معنى الاستفهام فيه يحجب أن يتقدم عليه عامله . فإن قلت : كيف جاز النظر على الله تعالى وفيه معنى المقابلة قلت : هو مستعار للعلم المحقق الذي هو العلم بالشيء موجودا شبه بنظر الناظر وعيان المعاين في تحققه .
" وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا أئت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " .
غاظهم ما في القرآن من ذم عبادة الأوثان والوعيد للمشركين فقالوا : " أئت بقرآن " آخر ليس فيه ما يغيظنا من ذلك نتبعك " أو بدله " بأن تجعل مكان آية عذاب آية رحمة وتسقط ذكر الآلهة وذم عبادتها . فأمر بأن يجيب عن التبديل لأنه داخل تحت قدرة الإنسان وهو أن يضع مكان آية عذاب آية رحمة مما أنزل وأن يسقط ذكر الآلهة . وأما الإتيان بقرآن آخر فغير مقدور عليه للإنسان " ما يكون لي " ما ينبغي لي وما يحل كقوله تعالى : " ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق " المائدة : 116 ، " أن أبدله من أن تلقاء نفسي " من قبل نفسي . وقرئ : بفتح التاء : من غير أن يأمرني بذلك ربي " إن أتبع ما يوحى إلي " لا آتي ولا أذد شيئا من نحو ذلك إلا متبعا لوحي الله وأوامره إن نسخت آية تبعت النسخ وأن بذلت آية مكان آية تبعت التبديل وليس إلي تبديل ولا نسخ " إني أخاف إن عصيت ربي " بالتبديل والنسخ من عند نفسي " عذاب يوم عظيم " . فإن قلت : أما ظهر وتبين لهم العجز عن الإتيان بمثل القرآن حتى قالوا : " أئت بقرآن غير هذا " ؟ قلت : بلى ولكنهم كانوا لا يعترفون بالعجز وكانوا يقولون : لو نشاء لقلنا مثل هذا . ويقولون : افترى على الله كذبا فينسبونه إلى الرسول ويزعمونه قادرا عليه وعلى مثله . مع علمهم بأن العرب مع كثرة فصحائها وبلغائها إذا عجزوا عنه كان الواحد منهم أعجز . فإن قلت : لعلهم أرادوا : ائت بقران غير هذا أو بدله من جهة الوحي كما أتيت بالقرآن من جهته . وأراد بقوله : " ما يكن لي " ما يتسهل لي وما يمكنني أن أبدله . قلت : يرده قوله : " إني أخاف إن عصيت ربي " فإن قلت : فما كان غرضهم وهم أدهى الناس وأنكرهم في هذا الاقتراح ؟ قلت : الكيد والمكر . أما اقتراح إبدال قرآن بقرآن ففيه أنه من عندك وأنك قادر على مثله فأبدل مكانه آخر وأما اقتراح التبديل والتغيير فللطمع ولاختبار الحال . وأنه إن وجد منه تبديل فإما أن يهلكه الله فينجو منه أو لا يهلكه فيسخروا منه ويجعلوا التبديل حجة عليه وتصحيحا لافترائه على الله .
" قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون "