وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وصح ذلك لأن المعنى يقود إليه . ويجوز أن تكون الضمائر للمنافقين لأن السورة إذا نزلت في معناهم فهي نازلة عليهم . ومعنى تنبئهم بما في قلوبهم كأنها تقود لهم : في قلوبكم كيت وكيت يعني أنها تذيع أسرارهم عليهم حتى يسمعوها مذاعة منتثرة فكأنها تخبرهم بها . وقيل : معنى يحذر : الأمر بالحذر أي ليحذر المنافقون . فإن قلت : الحذر واقع على إنزال السورة في قوله : " يحذر المنافقون أن أنزل عليهم سورة " فما معنى قوله : " مخرج ما تحذرون " ؟ قلت : معناه محصل مبرز إنزال السورة . أو أن الله مظهر ما كنتم تحذرونه أي تحذرون إظهاره من نفاقكم .
" ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين " .
بينا رسول الله A يسير في غزوة تبوك وركب من المنافقين يسيرون بين يديه فقالوا : انظروا إلى هذا الرجل يريد أن يفتتح قصور الشام وحصونه هيهات هيهات فأطلع الله نبيه عليه السلام على ذلك فقال : احبسوا علي الركب فأتاهم فقال : قلتم كذا وكذا فقالوا : يا نبي الله لا والله ما كنا في شيء من أمرك ولا من أمر أصحابك ولكن كنا في شيء مما يخوض فيه الركب ليقصر بعضنا على بعض السفر : " أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون " لم يعبأ باعتذارهم لأنهم كانوا كاذبين فيه فجعلوا كأنهم معترفون باستهزائهم وبأنه موجود منهم حتى وبخوا بأخطائهم موقع الاستهزاء حيث جعل المستهزأ به يلي حرف التقرير وذلك إنما يستقيم بعد وقوع الاستهزاء وثبوته " لا تعتذروا " لا تشتغلوا باعتذاراتكم الكاذبة فإنها لا تنفعكم بعد ظهور سركم " قد كفرتم " قد ظهر كفركم باستهزائكم " بعد إيمانكم " بعد إظهاركم الإيمان " إن نعف عن طائفة منكم " بإحداثهم التوبة وإخلاصهم الإيمان بعد النفاق " نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين " مصرين على النفاق غير تائبين منه . أو أن نعف عن طائفة منكم لم يؤذوا رسول الله A ولم يستهزئوا فلم نعذبهم في العاجل نعذب في العاجل طائفة بأنهم كانوا مجرمين مؤذين لرسول الله A مستهزئين . وقرأ مجاهد : إن تعف عن طائفة على البناء للمفعول مع التأنيث والوجه التذكير : لأن المسند إليه الظرف كما تقول : سير بالدابة . ولا تقول : صيرت بالدابة ولكنه ذهب إلى المعنى كأنه قيل : إن ترحم طائفة فأنث لذلك وهو غريب والجيد قراءة العامة : إن يعف عن طائفة بالتذكير . وتعذب طائفة بالتأنيث .
وقرئ : إن يعف عن طائفة يعذب طائفة على البناء للفاعل وهو الله D .
" المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم "