وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لما دخلا الغار بعث الله تعالى حمامتين فباضتا في أسفله والعنكبوت فنسجت عليه . وقال رسول الله A : " اللهم أعم أبصارهم " : فجعلوا يترددون حول الغار ولا يفطنون . وقد أخذ الله بأبصارهم عنه . وقالوا : من أنكر صحبة أبي بكر رضي الله عنه فقد كفر لإنكاره كلام الله وليس ذلك لسائر الصحابة " سكينته " ما ألقى في قلبه من الأمنة التي سكن عندها وعلم أنهم لا يصلون إليه والجنود الملائكة يوم بدر والأحزاب وحنين . وكلمة الذين كفروا : دعوتهم إلى الكفر " وكلمة الله " دعوته إلى الإسلام . وقرئ : كلمة الله بالنصب والرفع أوجه و " هي " فصل أو مبتدأ وفيها تأكيد فضل كلمة الله في العلو وأنها المختصة به دون سائر الكلم " خفافا وثقالا " خفافا في النفور لنشاطكم له وثقالا عنه لمشقته عليكم أو خفافا لقلة عيالكم وأذيالكم وثقالا لكثرتها . أو خفافا من السلاح وثقالا منه . أو ركبانا ومشاة . أو شبابا وشيوخا . أو مهازيل وسمانا . أو صحاحا ومراضا . وعن ابن أم مكتوم أنه قال لرسول الله A : أعلي أن أنفر ؟ قال : نعم حتى نزل قوله : " ليس على الأعمى حرج " النور : 61 ، وعن ابن عباس : نسخت بقوله : " ليس على الضعفاء ولا على المرضى " التوبة : 91 ، وعن صفوان بن عمرو : كنت واليا على حمص فلقيت شيخا كبيرا قد سقط حاجباه من أهل دمشق على راحلته يريد الغزو . فقلت : يا عم لقد أعذر الله إليك فرفع حاجبيه وقال : يا ابن أخي استنفرنا الله خفافا وثقالا إلا أنه من يحبه الله يبتله . وعن الزهري : خرج سعيد بن المسيب إلى الغزو وقد ذهبت إحدى عينيه فقيل له : إنك عليل صاحب ضرر فقال : استنفرنا الله الخفيف والثقيل فإن لم يمكني الحرب كثرت السواد وحفظت المتاع " وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم " إيجاب للجهاد بهما إن أمكن أو بأحدهما على حسب الحال والحاجة .
" لو كان عرضا قريبا أو سفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم أنهم لكاذبون " .
العرض : ما عرض لك من منافع الدنيا . يقال : الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر أي لو كان ما دعوا إليه غنما قريبا سهل المنال " سفرا قاصدا " وسطا مقاربا " الشقة " المسافة الشاقة . وقرأ عيسى بن عمر : " بعدت عليهم الشقة " بكسر العين والشين ومنه قوله : .
يقولون لا تبعد وهم يدفنونه ... ولا بعد إلا ما توراي الصفائح .
" بالله " متعلق بسيحلفون أو هو من جملة كلامهم . والقول مراد في الوجهين أي سيحلفون يعني المتخلفين عند رجوعك من غزوة تبوك معتذرين يقولون بالله " لو استطعنا لخرجنا معكم " أو سيحلفون بالله ويقولون : لو استطعنا وقوله : " لخرجنا " سد مسد جوابي القسم ولو جميعا والإخبار بما سوف يكون بعد القفول من حلفهم واعتذارهم . وقد كان من جملة المعجزات . ومعنى الاستطاعة : استطاعة العدة أو استطاعة الأبدان كأنهم تمارضوا . وقرئ : " لو استطعنا " بضم الواو تشبيها لها بواو الجمع في قوله : " فتمنوا الموت " البقرة : 94 ، . " يهلكون أنفسهم " إما أن يكون بدلا من سيحلفون أو حالا بمعنى مهلكين . والمعنى : أنهم يوقعونها في الهلاك بحلفهم الكاذب وما يحلفون عليه من التخلف . ويحتمل أن يكون حالا من قوله : " لخرجنا " أي لخرجنا معكم وإن أهلكنا أنفسنا وألقيناها في التهلكة بما نحملها من المسير في تلك الشقة . وجاء به على لفظ الغائب لأنه مخبر عنهم . ألا ترى أنه لو قيل : سيحلفون بالله لو استطاعوا لخرجوا لكان سديدا يقال : حلف بالله ليفعلن ولأفعلن فالغيبة على حكم الإخبار والتكلم على الحكاية .
" عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين " .
" عفا الله عنك " كناية عن الجناية لأن العفو رادف لها . ومعناه : أخطأت وبئس ما فعلت . و " لم أذنت لهم " بيان لما كنى عنه بالعفو . ومعناه : مالك أذنت لهم في القعود عن الغزو حين استأذنوك واعتلوا لك بعللهم وهلا استأنيت بالإذن " حتى يتبين لك " من صدق في عذره ممن كذب فيه . وقيل : شيئان فعلهما رسول الله ولم يؤمر بهما : إذنه للمنافقين وأخذه من الأسارى فعاتبه الله تعالى .
" لا يستئذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين "